أكدت مصادر فلسطينية، أن عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتطلب تحضيرا ليدفع عملية السلام قدما لا سيما بعد مرور 3 أشهر على المفاوضات دون أن تحقيق أي اختراق. وبموازاة تكثيف اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية على مستوى المفاوضين الذين اجتمعوا 13 مرة منذ نهاية يوليو الماضي، كثف وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اجتماعاته الفردية مع عباس ونتنياهو، إذ التقى عباس مؤخرا في لندن ، قبل أن يجتمع على انفراد أمس لمدة 4 ساعات مع نتنياهو في روما. وقالت مصادر دبلوماسية، إن كيري يسعى من خلال اللقاءات المطولة مع عباس ونتنياهو إلى تجسير الهوة بين الطرفين بشأن قضايا الحل النهائي، لكن مسألتي الأمن والحدود، وذلك في محاولة لتقريب وجهات النظر أكد مسؤول أميركي، أنها ستعقد في مرحلة من المراحل في العملية التفاوضية المفترض أن تنتهي في نهاية أبريل 2014. وبعد أن قال الرئيس عباس في ألمانيا، إنه لا مانع لديه من اللقاء مع نتنياهو رد مكتب الأخير بأن "نتنياهو سيكون مسرورا للقاء رئيس السلطة الفلسطينية في كل مكان وزمان، كما أكد مرارا خلال السنوات الأربع الأخيرة إلى أن عباس لم يفعل شيئا حتى الآن لدفع فرص عقد مثل هذا اللقاء". وفي هذا الصدد نفى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، وجود ترتيبات للقاء عباس و نتنياهو، لكنه أشار إلى أن مثل هذا اللقاء قد يكون مطلوبا. وقال "فكرة اللقاء ما زالت مجرد فكرة حتى الآن، ولا يوجد أي جدول زمني أو اتفاق على عقد مثل هذا اللقاء في وقت قريب". وأضاف "لكن العملية السياسية قد تكون بحاجة لترتيب لقاء بين الزعيمين لتوضيح المواقف المطلوب توضيحها على أعلى مستوى". في غضون ذلك، أدان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بشدة تصريح نتنياهو بأن "القدس ستبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل ما دمت في منصبي". وعدّ هذا التصريح "ضربة قاصمة للجهود الأميركية والدولية الرامية لإنجاح المفاوضات بين الجانبين، وتنكر لمرجعيات المفاوضات، وقرارات الشرعية الدولية، ودعوة صريحة من نتنياهو للتجمعات الاستيطانية المتطرفة، للمضي قدما في عدوانها التهويدي للقدس وللمسجد الأقصى المبارك". وفي روما، اختلف مسؤولون أميركيون وإسرائيليون بشأن البرنامج النووي لإيران أمس، إذ دعت إسرائيل لإنهائه بينما اقترحت الولاياتالمتحدة استخدام ضمانات قد تظهر أنه سلمي وليس عسكريا. وتحدث جون كيري ونتنياهو في بداية محادثات بشأن مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، لكن خيم عليها فيما يبدو الحديث عن إيران. وقال نتنياهو "يتعين ألا تملك إيران قدرة لإنتاج أسلحة نووية، بمعنى أنه يجب ألا يكون لديها أجهزة للطرد المركزي للتخصيب، وألا يكون لديها مفاعل يعمل بالماء الثقيل لإنتاج البلوتونيوم، الذي يستخدم في تصنيع أسلحة نووية فقط". وأضاف "يجب أن يتخلصوا من مخزونهم من المواد الانشطارية وألا يكون لديهم منشآت نووية سرية. تكون سرية لسبب واحد. أغراض عسكرية". واتخذ كيري الذي يقوم مساعدوه باستكشاف حل دبلوماسي لكبح النشاط النووي لإيران مسارا مختلفا عن نتنياهو بإشارته إلى أن إيران قد توضح أن برنامجها سلمي برضوخها للمعايير الدولية التي تلتزم بها الدول الأخرى. وفي بداية اجتماعه مع نتنياهو بمقر السفير الأميركي في روما قال كيري: "سنطلق مبادرة دبلوماسية لكن بعيون مفتوحة وإدراك بأنه سيكون من الضروري لإيران أن تلتزم بالمعايير التي تلتزم بها دول أخرى لديها برامج نووية بعد إثباتها أن هذه البرامج سلمية بالفعل". وأضاف "نحتاج أن نعرف أن إجراءات تتخذ ليكون واضحا وضوح الشمس، وضوحا لا يمكن إنكاره بما يجعل العالم مطمئنا لسلمية البرنامج "الإيراني" أيا كان النهج الذي يتبع".