أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع أمس على طالبات سودانيات داخل حرم جامعي في اليوم الثامن من الاحتجاجات على رفع أسعار الوقود. وخرجت 150 إلى 200 طالبة في تظاهرة في جامعة الأحفاد للبنات احتجاجا على "الحكومة"، حسب ما صرح رئيس الجامعة قاسم بدري. وقال إن الشرطة لم تدخل حرم الجامعة الواقعة في أم درمان إلا أنها أطلقت الغاز المسيل للدموع من خارج الجامعة. وأكد عدم وقوع إصابات أثناء التظاهرة التي انتهت. وفي وقت متأخر من الأحد خرج نحو ألف شخص في مسيرة في الخرطوم للدعوة للإطاحة بالحكومة بعد جنازة لقتلى الاحتجاجات التي اندلعت الأسبوع الماضي عقب قرار الحكومة رفع أسعار الوقود. وبدأت المسيرة في حي المنشية الراقي حيث كان يسكن الصيدلاني صالح مدثر (28 عاما) الذي قتل بالرصاص أثناء احتجاج الجمعة. وهتف المشيعون "حرية حرية"، بحسب ما أفاد شهود عيان. كما هتفوا "مليون صالح لفجر جديد". وطالب المحتجون كذلك بسقوط النظام. وتقول السلطات إن 33 شخصا قتلوا منذ رفع أسعار الوقود بنسبة تزيد على 60% قبل أسبوع، ما أثار احتجاجات هي الأسوأ منذ تولي الرئيس عمر البشير السلطة قبل 24 عاما. إلا أن نشطاء وجماعات حقوقية دولية تقول إن عدد القتلى بلغ 50 على الأقل معظمهم في منطقة الخرطوم. وصرح دبلوماسي أجنبي أنه من الصعب تحديد العدد الحقيقي للقتلى "ولكن يمكن أن يصل العدد إلى 200 قتيل". في غضون ذلك، انتقد مسؤول بارز الاثنين حملة القمع الدموي "غير الضرورية" ضد المتظاهرين المحتجين، وقال إن الحكومة يجب بدلا من ذلك أن تشجع الحوار. وإشار إلى أن "ارتفاع عدد القتلى يشير لدرجة العنف". وقال إن إيجاد حلول للاقتصاد وغير ذلك من التحديات "لا يمكن أن يتحقق من قبل عدد محدود من الناس داخل حزب المؤتمر الوطني" الحاكم. وأضاف "يجب فتح النظام والانفتاح على الآخرين وجعلهم يشعرون بأنهم جزء من العملية". وأكد أن الحوار أفضل من المواجهات المسلحة. وفي السياق، تقدمت مجموعة من شباب حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بالسودان "سائحون" بنداء إلى كل أعضائها للمشاركة فى التظاهرات السلمية التى تعم السودان. وتطالب المجموعة بتشكيل حكومة قومية انتقالية، مشيرة إلى أن الأزمة الحالية هي نتيجة طبيعية للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد نتيجة للأحادية والإقصائية والانفراد بالقرار السياسي. وتتكون مجموعة سائحون من أعنف كوادر الحزب الحاكم وسبق وأن قاتلت فى جنوب السودان، وشكلت تجمعا مناهضا لسياسات الحكومة التى تنتمى إليها واعتبرتها قد حادت عن الطريق. من جهته، أعلن حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، عزمه محاسبة 31 من قياداته رفعوا مذكرة تدعو الرئيس البشير لاتخاذ قرار بإلغاء الإجراءات الاقتصادية، من بينها حزمة زيادة الأسعار. وكان متحدث باسم الحزب نفى تسلم مذكرة لرئيس الحزب الرئيس عمر البشير، تدعوه للاستجابة لمطالب الشارع السُّوداني، وإيقاف حزمة الإجراءات الاقتصادية المتعلِّقة برفع الدَّعم عن المحروقات فوراً. إلا أن القيادى بالحزب حسبو محمد عبدالرحمن، أعلن اعتزام الحزب محاسبة ال31 الموقعين على المذكرة الإصلاحية، فيما نفت بعض الأسماء الواردة فى المذكرة التوقيع عليها وتفاجأوا بأسمائهم عليها. وقد نفذت السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة منذ صباح الأحد، طالت عددا من الناشطين بكل من العاصمة الخرطوم وود مدني وبورتسودان. فى السياق، أكد نقيب نقابة الأطباء السودانيين الدكتور أحمد الشيخ، أن العدد الإجمالى لضحايا المظاهرات الشعبية خلال الأيام الماضية وصل إلى 210 قتلى. وقال الشيخ إن غالبية الإصابات التى أدت إلى الاستشهاد تتركز في منطقتي الرأس والصدر، ما يؤكد أنه تم استهداف مناطق قاتلة في الجسم.