الرياض: مروان الطريقي بقبلة على رأس المسن الوقور، والد ناصر وسعود القوس ضحيتي مطاردة اليوم الوطني في الرياض، جاءت مواساة الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أمس، خلال زيارته لمجلس العزاء الذي أقامته العائلة بعد وفاة ابنها الأول نتيجة المطاردة. وقطع آل الشيخ وعدا بيمين مغلظة لأكثر من 8 مرات لعائلة القوس بعدم التدخل إطلاقا بالقضية لا من قريب ولا من بعيد، ولو على حساب رقابهم، ولن يقبل فيها الشفاعة إطلاقا. واعتبر رئيس الهيئات الإعلام عونا لهم وأنه ليس ضدهم، متوعدا بعدم بقاء أي فرد في الهيئة حال قرر توكيل محام للدفاع عن المتهمين أمام القضاء. وأعلن آل الشيخ للصحفيين، في أعقاب الزيارة، أنه من بادر بالاتصال بأمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر، طالبا منه تشكيل لجنة متعددة الجهات، بعيدا عن مشاركة جهازه والادعاء العام فيها. ولم تخل الدقائق التي قضاها رئيس الهيئات في مجلس العزاء، من مقاطعة العديد من أقارب الضحيتين، إذ سأل أحدهم آل الشيخ بقوله: "من أرسلك؟"، ليأتي رده سريعا: "جئت لتأدية الواجب". بأكثر من 8 مرات كرر رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبداللطيف آل الشيخ كلمة "والله لن نتدخل"، وسط حديث ساخن كشف فيه عن تشكيل لجنة حكومية للتحقيق في حادثة وفاة الشاب ناصر القوس وإصابة أخيه سعود، خلال زيارته ومواساته أمس لذوي الشابين في منزلهم في العاصمة الرياض. وأوضح آل الشيخ في حديثه الذي لم يسلم من المقاطعات المتكررة أنه فور علمه بحادثة اليوم الوطني التي راح ضحيتها ناصر القوس، هاتف أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، طالبا منه تشكيل لجنة متعددة الجهات، بعيدا عن مشاركة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والادعاء العام فيها، مغلظا حلفه بعدم تدخل الهيئة عندما قال: "والله ثم والله ثم والله لن تتدخل الهيئة لا من قريب ولا من بعيد، ولن نتدخل في أي شفاعات في القضية". وهنا قاطع والد الضحية بقوله "الواسطات"، إلا أنه لم يكمل جملته عندما عارضه رئيس الهيئة بقوله: "أبدا" والله والله والله لن تتدخل الرئاسة في لجنة التحقيق، لو أن ذلك على حساب رقابنا"، مردفا بقوله: "نحن أول من يقف معكم، والشرع يفصل بين الجميع". وأوضح آل الشيخ على أن اللجنة التي تم تشكيلها لجنة احترافية يعمل بها أناس ثقات وعدول، مؤكدا أنه لا يعلم شيئا عن أعضاء هذه اللجنة نظرا لسرية عملها حتى انتهاء التحقيقات، مضيفا: "نتحرى الحق والعدل ولا نرضى بأي كائن من كان من المواطنين بأن يصاب بشعرة واحدة، أما من خالف فالشرع مصيره". وفي مشهد عفوي خاطب أحد أقارب الضحية رئيس الهيئة بسؤال "من أرسلك"، ليرد عليه آل الشيخ: جئت أقدم الواجب فأنا أخ ومحب، ويسوؤني كثيرا ما حدث لناصر رحمه الله وأخوه سعود". وخلال حديث آل الشيخ قاطعه أحد أفراد أسرة القوس بقوله: "سمعنا أن أحد أفراد الهيئة وكل محاميا ليترافع عن المتهمين"، وما كان من رئيس الهيئة إلا أن رد سريعا بقوله: "في حال أوكل أحد أفراد الهيئة محاميا، قولوا لي والله ما يقعد يوم"، مضيفا أنه ما دام الأمر في أيدي لجنة أمينة فتحروا الصبر. وأضاف آل الشيخ: "الحق سيظهر ولا يصح إلا الصحيح، كما أنه لا يحق لأحد الحديث عن القضية حتى تنتهي اللجنة من تحقيقها وتتضح الرؤية للجميع"، مكررا أن التحقيق في أيدي أمينة، وتحت متابعة واهتمام أمير الرياض ونائبه. ولم يخل الحديث من ذكر رئيس الهيئة لما أصابه جراء علمه بالخبر، إذ قال إنه تألم كثيرا، وزاده ذلك عندما قال له أحد العاملين: "الله يستر لا يلحقه أخوه المصاب"، إذ انتابه شعور كبير بالحزن جعله لا يشعر بالمحيطين به لعدة ساعات، مؤكدا أن هذا الشعور نبع من دافع الرحمة والأسى لما حصل للأخوين في الحادث. وقال آل الشيخ: "والله لا نقبل بشيء من هذا في مجتمعنا وفي بلدنا وكونوا واثقين بأن كل المسؤولين مثل عبداللطيف، يربطنا رباط الدين والعقيدة والوطن، وولاة أمرنا صالحون وخيرون، علمونا محبة بعضنا البعض والتقيد بالشرع الذي يعد رحمة للجميع. وأشار آل الشيخ خلال حديثه إلى أن الإعلام في الواقع عون لهم في عملهم، وليس ضدهم، مضيفا: "ولا شك أن المصاب جلل وجميعنا لا نرضى بالحادث، ولكن بودي من إخواني الإعلاميين أن يتريثوا حتى تخرج نتائج التحقيق، ويحددوا المسؤولية على من تكون، فإذا كانت المسؤولية على الهيئة، فكلنا يتحمل جنايته بنفسه ولا نستبق الأحداث، وإذا كانت الهيئة بريئة فلا يصح تحميل البعض الذنب دون سبب، فاللجنة التي شكلت فيها بركة وخير كثير وينتظر نتائج التحقيق". وأضاف آل الشيخ، أن ما ستصل إليه اللجنة سيكون هو الفيصل في هذا الأمر وسيحقق العدل، وإذا انتهى التحقيق وظهرت النتائج، الدولة لن تتسامح في هذا الأمر والرئاسة أيضا سيكون لها موقف، أما ما يثار من لغط ومحاولة بعض الناس استغلال الموجة ويعتقد أن في هذا إيذاء للميت وللحي ولذويهم ولجميع الناس وتعمد التشويش على اللجنة، فالمفترض الانتظار حتى تنتهي اللجنة مما تراه. وفي سؤال ل"الوطن" عما إذا كانت هناك أجنحة داخل الهيئة تحاول إسقاط مشاريع الرئيس الإصلاحية، قال: "بعد انتهاء التحقيقات سيتبين كل شيء وسيكون لي حديث معكم".