تتجه إدارة الرئيس باراك أوباما إلى دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار من شأنه إدانة سوريا بسبب رفضها قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المواقع التي تعتقد أن السوريين يقومون داخلها بأنشطة ذات صلة ببرنامج نووي سري، فيما تتجه باريس لتوثيق صلاتها بدمشق عبر تعيين وسيط لاستئناف المحادثات بين سوريا وإسرائيل. وقالت تقارير أمريكية إن الخطوة جاءت على إثر تقرير من وكالة الطاقة الذرية قالت فيه إن محاولاتها إقناع السلطات السورية بقيام المفتشين الدوليين بتفتيش المواقع النووية السورية باءت بالفشل. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير نشرته أمس إن الوكالة عبرت عن استيائها من رفض السوريين قيام المفتشين بالتفتيش دون عوائق ودون إنذار مسبق. كما أوضحت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية أن الخطوة الأمريكية تأتي في خط مواز لتجدد الجهود الدولية لبدء مفاوضات سورية إسرائيلية للتوصل إلى تسوية بين البلدين وأن هناك في إدارة الرئيس أوباما من يعارضون التوجه الجديد بشأن قرار مجلس الأمن المقترح بدعوى أنه سيعقد تلك الجهود في المرحلة الحساسة الحالية. وتأتي الخطوة الأمريكية متزامنة مع إعلان باريس تعيين السفير السابق لدى دمشق والقاهرة جان كلود كوسيران وسيطا بين إسرائيل وسوريا في محاولة لاستئناف محادثات السلام المتوقفة. وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إنه "تم إبلاغ الدول المعنية وشركائنا الرئيسيين بهذا التعيين". وزادت حدة التوتر بين سوريا وإسرائيل هذا العام بعد أن اتهم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ سكود. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الشهر الماضي إن إسرائيل مازالت مهتمة بإجراء مفاوضات سلام مع سوريا. كما أعربت دمشق أيضا عن استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات على الرغم من تأكيد الرئيس بشار الأسد يوم الأحد أنه غير مستعد للتنازل بشأن عودة مرتفعات الجولان السورية المحتلة، متهما إسرائيل بوضع عراقيل في طريق السلام وأن احتمال نشوب حرب في الشرق الأوسط تزايد من جديد.