فتح مهرجان النخيل والتمور في الأحساء الموسم الحالي في نسخته الثانية، تحت شعار "الأحساء.. للتمور وطن 2013"، في ساحة المزاد خلف مقر أمانة الأحساء بمخطط عين نجم في مدينة الهفوف التابعة للأحساء، باباً واسعاً لانخراط الشباب السعودي في أعماله ووظائفه "الموقتة"، ليشاطرون تجار التمور، وكبار المستثمرين، وخوض تجربة ناجحة في تجارة التمور. وتستقبل ساحة المزاد صباح كل يوم طوال أيام المهرجان، أكثر من 100 شاب يعملون في الحراج على التمور الموردة إلى السوق "السمسرة"، وأكثر من 300 شاب يتولون أعمال البيع والشراء والتحميل داخل ساحة المزاد، علاوة على تشغيل المئات من الشباب السعودي في أعمال تعبئة وتنظيف وتغليف التمور داخل مصانع التعبئة المنتشرة في كافة أرجاء الواحة. وأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام المتحدث الرسمي في أمانة الأحساء رئيس اللجنة الإعلامية في المهرجان بدر الشهاب في تصريح أمس إلى "الوطن"، أن المهرجان وفّر فرص عمل عديدة للشباب السعودي، وساهم في خلق تجربة "ثرية"، أكسبت هؤلاء الشباب عددا من المهارات التجارية، ومنها فنون طرق البيع والشراء داخل السوق، وكذلك معرفتهم على أصناف ومستويات الجودة للتمور، ووسائل التعامل مع الزبائن، علاوة على تبني أمانة الأحساء تدريب عدد من السماسرة في المهرجان على الطرق المثالية في الحراج على التمور، بجانب إعطائهم دورات في معايير جودة التمور. وأضاف الشهاب أن اللجان المنظمة في المهرجان، حظيت الموسم الحالي بتوافد أكثر من 165 شاباً يومياً للأعمال التطوعية داخل المهرجان، بجانب مشاركة نحو 60 طالباًَ من طلاب السنة التحضيرية في جامعة الملك فيصل، ضمن "ساعات البرامج التطوعية" للسنة التحضيرية، لافتاً إلى أن الموسم المقبل، ستدفع الجامعة بمجموعة أخرى من المتطوعات من طالبات السنة التحضيرية للعمل في البرامج التنشيطية والترفيهية للمهرجان في متنزه الملك عبدالله البيئي جنوبالهفوف. من جانبه، ذكر محمد التريكي "شاب"، أنه يعمل في مجال "بيع" التمور منذ 3 أعوام فقط، إلا أن الموسم الحالي، وبشهادة الجميع حقق مكاسب مالية جيدة جداً مقارنة بالأعوام الماضية، استفاد معظم المتعاملين في المهرجان، ومضى قائلا: إن دخولي هذا الموسم للمهرجان أتاح لي فرصة الاحتكاك مع كثيرِ من التجار والباعة، وهذه التجربة أضافت لي الكثير من المهارات، ونسجت من خلالها شبكة علاقات مع كثير من المزارعين والباعة في السوق، وتجربتي في البيع والشراء داخل ساحة المزاد هذا العام زادت حباً وشغفاً في الاستمرار في العمل بتجارة التمور، مبيناً أنه قرر الاستمرار في مواصلة بيع التمور بعد نهاية المهرجان في المتاجر والأسواق المتنقلة والتوجه بكميات من التمور لبيعها خارج الأحساء. وأشار محمد الهاشم "سمسار" إلى أن إيراداته من السمسرة على التمور في المهرجان، تفوق الأعوام الماضية، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع أسعار المزادات في التمور، وهو ما صاحبته نسبة وتناسب في مقدار "السمسرة" لكل مبيعاته، مشيراً إلى أن إجمالي مكاسبه اليومية من السمسرة تتراوح ما بين 200 ريال إلى 400 ريال. وقال باسم المسلم "مزارع وبائع"، توسعت الموسم الحالي في تجارتي ببيع وشراء التمور من داخل ساحة المهرجان، مؤكداً أن سر نجاحه وتفوقه في هذه التجارة التعامل الحسن مع الزبائن بكافة أطيافهم وجنسياتهم، وأن مستوى أرباحه في السوق، حفزه للحضور مبكراً إلى السوق، وذلك من بعد صلاة الفجر حتى ساعات الضحى، وهي الفترة المخصصة للمزاد في السوق. وذكر ناصر العمر "بائع جديد" في المهرجان، أنه جديد في هذه المهنة، واصفاً إياها بالتجربة الحديثة، وأنه سعيد بها، مبيناً أن عمله في بيع التمور في المهرجان خلال ساعات الصباح الأولى، لا يتعارض مع عمله الآخر كسائق مشاوير خاصة "أجرة"، وقال إن مهرجان التمور أصبح يدر عليه أرباحاً جيدة، علاوة على تراكم خبرة في التعامل مع التمور والزبائن.