طبقا لتقارير أمريكية متعددة من المتوقع أن يلتقي مسؤولون إيرانيون مع ممثلين عن مجموعة فيينا( الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا) وعن مجموعة 5+1 (أعضاء مجلس الأمن الدائمين بالإضافة إلى ألمانيا )عقب انتهاء شهر رمضان المبارك مباشرة، فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن إيران تتابع تصريحات حكومة الرئيس باراك أوباما حول الحوار مع إيران عن کثب،"ولکن شتان ما بين الأفعال والأقوال ولاتستطيع أية جهة عدا أمريکا أن تختصر هذه المسافة". وسيبدأ مسلسل الاجتماعات طبقا لما انتهت إليه مفاوضات أجرتها إيران مع تركيا والبرازيل في أنقرة في 25 من الشهر الماضي باجتماع بين مسؤولين إيرانيين ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون. وقالت مصادر في إدارة الرئيس باراك أوباما لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية إن المفاوضات يمكن أن تكون حاسمة في تحديد مسار المواجهة بين المجتمع الدولي وإيران حول برنامج الأخيرة النووي. وقالت تقارير أخرى إن تركيا بذلت جهدا كبيرا لإخراج المواجهة من المأزق الذي وصلته بعد أن رفضت واشنطن الاتفاقية الثلاثية التي وقعها الإيرانيون مع البرازيل وتركيا قبل قرابة الشهرين حول تبادل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب. وفيما يفسر المسؤولون الأمريكيون قبول إيران بموقف أكثر مرونة مما كان عليه الحال في السابق بعدد من العوامل من بينها ضغوط العقوبات الأخيرة والتكاليف الباهظة للحصول على يورانيوم خام ثم تخصيبه بحيث يصلح كوقود للمفاعلات الإيرانية ، فإن آخرين يقولون إن السبب الأساسي يرجع إلى أن إيران استنفدت كل الهامش المتاح للمناورة أمام ديبلوماسيتها ووصلت إلى لحظة ينبغي أن تزن فيها الخسائر والمكاسب من مواصلة سياستها السابقة لتحديد المحصلة. وقالت تقارير أمريكية إن هناك توقعات بأن تنتهي العملية التفاوضية الصعبة التي ستبدأ هذا الخريف إلى حل للملف الإيراني النووي أوإلى تقريب لحظة اتخاذ قرار فيما وصفه الرئيس أوباما باستخدام "كافة السبل الممكنة" لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وكان أوباما التقى بعدد من الصحفيين في البيت الأبيض أوضح لهم أن الباب لا يزال مفتوحا لحل تفاوضي مع إيران. وأشارإلى أن العقوبات الأخيرة بدأت تؤتي ثمارها. وفسر البعض تصريحات الرئيس بأنها محاولة لإثبات أن العقوبات تؤثر فيما قال آخرون إن اللقاء في ذاته جاء تمهيدا لبدء هذه الجولة التفاوضية الجديدة التي يمكن أن تقدم واشنطن خلالها مبادرة جديدة لحل الأزمة. وفي هذا السياق أشار متقي إلى توقعات العالم بإيجاد تغييرات في السياسات الأمريکية ولکن هذا الأمر لم يتحقق ولم نشاهد خلال عام ونصف استراتيجية أوباما الجديدة. وحول اقتراح أوباما لحوار إيراني- أمريكي حول أفغانستان، قال متقي "إن اقتراح عقد اجتماع للدول السبع المجاورة لأفغانستان مدرج على جدول أعمالنا ، وإذا کان الأمريکيون صادقين في ادعاءاتهم عليهم أن يدعموا ذلك أو يتجنبوا عرقلة عقد هذا الاجتماع على الأقل". وأضاف متقي "أن من شأن هذا التحرك أن يکون عاملا مساعدا لاستتاب الأمن في أفغانستان". من جانبه اتهم الزعيم علي خامنئي أمريكا وحلفاءها باحتلال أفغانستان من أجل نشر الفساد والشر ونهب ثروات هذا البلد واغتيال المدنيين. وقال أثناء استقباله للرئيسين الأفغاني حامد قرضاي والطاجيكي إمام علي رحمن في طهران أمس "إن هؤلاء دخلوا إلى بلادنا من خلال لافتة الحرية والديمقراطية لكنهم بالحقيقة يكذبون".