طالب نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك، الحكومة وأجهزتها الأمنية باتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ البلاد من محاولات مجاميع مسلحة تهدف إلى جر البلاد نحو منزلق الاقتتال الطائفي، على خلفية عودة ظاهرة العثور على جثث قتلى مجهولي الهوية في مناطق أطراف العاصمة بغداد. بدوره، حذَّر القيادي في القائمة العراقية عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب فلاح حسن زيدان، من تجاهل نشاط الميليشيات والخارجين على القانون، المتورطين بارتكاب جرائم قتل بحق مدنيين وقال في تصريحات إلى "الوطن": "نسمع يومياً أخباراً عن مقتل مدنيين على يد عناصر الميليشيات والخارجين على القانون، ولم نلمس من الجهات الأمنية أي تحرك وخطوات جدية لحفظ أمن المواطنين وتبديد مخاوفهم من ظاهرة القتل على الهوية". وأشار إلى أن المطلك زار أمس عدداً من الأحياء في بغداد للاطلاع على أحوالهم، وأبلغ الجهات الأمنية بضرورة القيام بواجبها في ملاحقة مرتكبي جرائم القتل. من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية أن 8 مدنيين من أسرتين قتلوا بهجوم مسلح نفذه مجهولون ليل أول من أمس في قضاء المحمودية جنوب بغداد. كما شهدت بغداد أول من أمس مقتل 18 شخصاً وإصابة 49 آخرين بتفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف مجلس عزاء يعود لعشيرة الجبور، جنوب العاصمة. وتأتي تلك الأحداث بعد توقيع عدد من القادة السياسيين والرئاسات الثلاث على وثيقة السلم الاجتماعي الخميس الماضي في إطار مبادرة طرحها نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي. على صعيد آخر، تواصل هروب عدد من الأسر الذين تم تهجيرهم لأسباب طائفية من بغداد والمحافظات الأخرى. وأعلن المجلس المحلي لمدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار أن جمعية الإغاثة الإسلامية وبالتنسيق مع المعتصمين وزعت مساعدات غذائية وإنسانية للمهجرين. وقال عضو الجمعية عبدالفتاح زغير: "هناك المئات من الأسر التي تركت منازلها وعملها هربا من بطش الميليشيات، ونسعى إلى توفير احتياجاتها الغذائية وتقديم مساعدات إنسانية لها، والحكومة مطالبة بتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء وإرجاعهم إلى ديارهم ومحاسبة من تسبب في تهجيرهم".