في سنة واحدة استقدمت وزارة التعليم العالي 10 آلاف أكاديمي من الدول المتطورة ومن دول العالم الثالث، وهذا ليس بمستغرب على الوزارة، فهي دائما حريصة على معالجة بطالة العالم كله. أما بطالة المبتعثين السعوديين فمازالنا ننتظر حلولاً لها. وفي تقرير ديوان المراقبة الأخير عن عدد التأشيرات، بيّن التقرير أن التشكيلة القادمة من الأكاديميين هم من جميع الجنسيات من الهند وأفريقيا الجنوبية وأوروبا وإرتيريا وربما من الصومال وغيرها من الدول. ولا أدري لماذا غضب بعض المسؤولين في وزارة التعليم العالي من هذا التقرير؟ وهذه الأرقام ليست في الجامعات الناشئة فقط بل حتى في الجامعات القديمة وقد حصلت جامعة الملك خالد على نصيب الأسد لأنها الجامعة التي أعيت من يداويها. طبعا لن أخبركم بأن بعض الجامعات تكتب عقود الدكاترة الوافدين وتتبادل التواقيع معهم عبر الإيميل قبل أن يدققوا الشهادات، وذلك من باب التسهيل، ولن أخبركم بأنهم استقدموا أكاديميا أميركيا من أصل هندي، وحجزوا له من أميركا على الدرجة الأولى بمبلغ يزيد على ثلاثين ألفا وعملوا له مأدبة عشاء عظيمة. أخيرا نتمنى من الإخوان المبتعثين عدم إزعاج الوزارة "لأن الطمع شين ما هو زين"، والأرصفة جميلة وواسعة، وتكفي الدفعات القادمة بإذن الله.