لم تكتف جامعة الحدود الشمالية بفصل موظفات يعملن مشرفات على سكن الطالبات بفروع الجامعة عرعر ورفحاء وطريف، فحسب بل إنها ذهبت إلى أبعد من ذلك ونفت قيامها بتوظيف مشرفات على سكن الطالبات من الأساس، وقدمت تحدياً بأن تقدم أي موظفة تدعي الفصل صورة من عقد العمل، مؤكدة أن الجامعة لم توقع عقود عمل مع أي موظفة للعمل كمشرفة على السكن. واختارت جامعة الحدود الشمالية أن ترد على خبر "الوطن" في بيان صحفي وزعته على الصحف باستثناء "الوطن"، التي كانت استفسرت عن الموضوع قبل نشره من إدارة الجامعة ومدير العلاقات العامة المتحدث الرسمي باسم الجامعة الدكتور مفضي الشراري، الذي وعد بالرد ولم يرد رغم تكرار الاتصال والإرسال. كما أن "الوطن" تواصلت مع إدارة الجامعة بعد النشر لنقل رأيها في القضية، إلا أن الأخير رفضت التعامل مع "الوطن". ويأتي نفي الجامعة متعارضا مع تأكيد المشرف على سكن الطلاب والطالبات ووكيل عمادة شؤون الطلاب برفحاء الدكتور أحمد حراملة ل"الوطن"، في تصريح سابق أن الاستغاء عن الموظفات جاء من إدارة الجامعة كتنظيم إداري، ولا علاقة له بالفصل. وعلمت "الوطن" أن جامعة الحدود الشمالية وقعت عقود عمل على بند صندوق الطالب مع المشرفات على سكن الطالبات لمدة ثلاثة أشهر بدأت من تاريخ 24 شوال الجاري، كما أكد المصدر أن الجامعة كانت تجدد عقود عمل المشرفات كل ثلاثة أشهر بشكل صوري، بحيث توقع الموظفات على عقود وتحتفظ بها الجامعة دون توقيعها من إدارة الجامعة كما أنها ترفض منح الموظفات نسخاً من عقود العمل. وأبدت المفصولات استغرابهن من تصرف إدارة الجامعة الذي جاء بالبيان واعتبرنه بعيدا عن المصداقية والوضوح، وقدمن ل"الوطن" خطاب شكر منح لإحدى المشرفات على السكن المفصولات، لعام 1433 - 1434 تشكرها فيه عمادة شؤون الطلاب برفحاء وموقع باسم المشرف على السكن وكيل عمادة شؤون الطلاب الدكتور أحمد حراملة، على جهودها بالإشراف على سكن الطالبات. وأكدت المشرفة المفصولة أنها ليست من طالبات الجامعة كما يدعي بيان الجامعة بأنه لم يوظف مشرفات على السكن. وفي سياق متصل، قال زوج إحدى المفصولات محمد الشمري، كيف تقول الجامعة لم نفصل أحدا لأنه لا توجد موظفات مشرفات على السكن، وزوجتي تعمل مشرفة على السكن منذ 3 سنوات وتلقت عدة وعود بالتثبيت وليست وحدها بل معها كثير منذ 3 سنوات، مضيفاً أنه يشك أن الجامعة كانت تخطط لهذا التصرف، حيث كان مسؤولو الجامعة يرفضون منحهن صور العقود بحجة توثيقها وإعطائهن العقود بعد يومين أو ثلاثة ثم لا يتم ذلك. وأضاف شقيق إحدى المفصولات: أحيانا تعمل أختي بلا عقد، وأحيانا توقع على عقد لمدة 3 أشهر ولا تحصل على نسخة من العقد لكنها مستمرة في العمل منذ عامين. كما أكد والد أحد المفصولات أن ابنته كانت مشرفة بالسكن الخاص بالطالبات وتم فصلها دون سابق إنذار، حيث إنها كانت على أمل الترسيم الذي وعدت به الجامعة. وأشارت إحدى الموظفات المفصولات - تحتفظ "الوطن" باسمها - أن مسؤولي الجامعة ومسؤولات السكن اعتذروا منهن، مؤكدين أن قرار فصلهن ليس منهم بل من إدارة الجامعة، مستغربة من نفي الجامعة توظيفها رغم أنها وزميلاتها حصلن على شهادات شكر وتقدير في حفل المعايدة الماضي.