أجمع أهالي محافظة خميس مشيط، على أن الأحياء القديمة بالمحافظة في أمس الحاجة للتطوير والتنظيم بدلاً من وضعها الحالي الذي وصفوه ب"العشوائي"، ومنها أحياء: العرق، وقمبر، وشباعة، والدرب، والهميلة، مطالبين الجهات المعنية بإعادة تطويرها وتوسيع طرقها وتنظيمها بما يسهل وصول الخدمات إليها. "الوطن" تجولت في تلك الأحياء، وبدأت بحي الهميلة، وما إن دخلنا الحي حتى اعترضنا عدد من العمالة المخالفة ظنا منهم أننا نبحث عن عمال، فمنهم من وصف نفسه بدهان وآخر كهربائي وآخر مليس، فيما تشاهد محلات تجارية صغيرة وملاحم وبوفيات ومطاعم تفتقد للاشتراطات الصحية، والتقينا عددا من قاطني تلك الأحياء الذين اشتكوا من غياب النظافة وكثرة العمالة المخالفة فضلاً عن معاناتهم من روائح الصرف الصحي. يقول المواطن علي القحطاني إن حي الهميلة قديم وعشوائي ويحتاج إلى التدخل من الجهات ذات العلاقة، كون منازله متهالكة وتسكنها عمالة مقيمة من مختلف الجنسيات، فيما تكثر فيه المستودعات التجارية التي تشكل خطراً في حال نشوب حريق، كما أن شوارع الحي ضيقة ولا تسمح بمرور الآليات الكبيرة، وطالب البلدية بإعادة النظر في هذه الأحياء، وتطويرها بما يضفي شكلا حضاريا على المحافظة، فيما قال المواطن محمد سعد صوان، إن الأحياء العشوائية في خميس مشيط تسببت في تشويه المنظر العام بالمخالفة للتطور العمراني الذي تشهده المنطقة. من جانبه أكد المحافظ سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط، أن تلك الأحياء ليست بأحياء عشوائية فهي قلب المدينة وهويتها قديمة، مؤكداً حاجتها إلى سرعة التدخل من الجهات ذات العلاقة وخصوصا البلدية، لتقديم كافة الخدمات وفك الاختناق وشق شوارع وربطها بالطرق الرئيسية وتعديل بعض المسارات، لافتاً إلى تشكيل لجان بهذا الخصوص، داعيا إلى معالجة وتطوير هذه الأحياء من نزع ملكيات بإشراف مكاتب هندسية متخصصة، مشيرا إلى دراسة العديد من الاقتراحات لحل أزمة هذه الأحياء. وبين ابن مشيط، أن هناك حلولا عاجلة واقتراحات قدمها المجلسين المحلي والبلدي للعمل على سرعة تطوير تلك الأحياء، كون بعضها يصعب على بعض آليات الدفاع المدني الوصول إليها عند حدوث أي طارئ، لاسيما أن أغلب سكانها من العمالة المقيمة كحي الهميلة. وأوضح المحافظ أن هناك اجتماعا سيعقد مع أعضاء المجلسين المحلي والبلدي لوضع العديد من الاقتراحات واستطلاع رأي المواطنين، لافتاً إلى أن المحافظة تسعى لإيجاد حلول عاجلة كفتح طرق وإغلاق أخرى وجعلها بمسار واحد لفك الاختناقات، ونزع بعض الملكيات لتهذيب وتجميل تلك الأحياء. إلى ذلك أكد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد عبدالرحيم العاصمي، أن هناك تنسيقا مستمرا وقائما مع الأمانة لمعالجة وضع الأحياء والمستودعات بالمحافظة، من خلال إيجاد مناطق مخصصة بالمستودعات خارج الأحياء بعيداً عن المناطق السكنية والتجارية تتوفر فيها كافة اشتراطات السلامة، وفي نطاق المناطق التي تحددها الجهة المختصة بتخطيط وتجميل المدن، فيما يقوم الدفاع المدني بإخضاع كافة المواقع الحالية لمتطلبات واشتراطات السلامة. وأشار العاصمي إلى أن الأحياء القديمة شوارعها ضيقة ويتعذر على بعض آليات الدفاع المدني الوصول إلى بعض مواقع الحوادث، نظراً لقدم تخطيط تلك الأحياء مما يؤثر سلبا على مباشرة الحوادث، وننسق مع الجهات المختصة لإيجاد حلول لهذه العوائق. وأوضح رئيس بلدية المحافظة الدكتور مسفر الوادعي ل"الوطن" أمس، أنه تم خلال السنتين الماضيتين إعادة السفلتة لمعظم أحياء وسط البلد وكذلك تم إنشاء ساحة الدرب وتحسينها وإنارتها إضافة إلى إنارة معظم الأحياء، فضلا عن رصف الأسواق في منطقة وسط البلد ويجري حالياً عمل مشروعين، الأول تحسين الساحة الكبيرة في السوق وتشمل ممشى وإنارة ديكورية وجلسات ومظلات، وكذلك مشروع لترميم السوق الشعبي، فيما سعت البلدية إلى تنظيم حركة المرور داخل الأحياء القديمة، مشيراً إلى أن إعادة السفلتة والأرصفة والإنارة فيها في طور الدراسة. يقول عضو المجلس البلدي بخميس مشيط سعد مبارك آل مستور، إن المجلس يولي اهتمامه تجاه هذه الأحياء القديمة التي تحتاج إلى عناية واهتمام وقد شكل المجلس لجنة فك الاختناقات المرورية، وعقد اجتماعات خلال أشهر، وعمل دراسة شاملة لكافة الطرق التي تعتبر كمحاور وسط البلد لفك الاختناقات المرورية التي انتهت بمحضر تضمن تلك الدراسة في تحويل بعض مسارات واتجاهات الشوارع الرئيسية والبينية التي هي في طور التنفيذ من قبل الجهات التنفيذية المعنية بذلك.