يبدو أن معاناة مرضى ومراجعي مستشفى ظهران الجنوب العام مستمرة في ظل ما يفتقده المستشفى من نقص كبير في كوادره الطبية والفنية أو حتى التقنية والعلاجية، على رغم أنه يخدم قاطني المحافظة، وعددهم نحو المئة ألف نسمة، بالإضافة إلى المئات من الحالات المرضية التي يستقبلها من اليمن، وفق اتفاق بين السعودية واليمن. "الوطن" تجولت داخل أروقة المستشفى والتقت عددا من المراجعين الذين أكدوا أن هناك تطورا وانضباطا في العمل الإداري لم يصاحبه تطور ملحوظ في الخدمات الطبية والفنية والتقنية التي يرجوها مراجعو ومرضى المستشفى، إذ فضل بعضهم اللجوء إلى البديل الأسوأ أي المستشفيات الخاصة خارج المحافظة وما يصاحب رحلة علاجهم من عناء السفر وتحمل المصاريف المادية الكبيرة في ظل عدم تعاون المستشفيات الحكومية المتقدمة في منطقة عسير في استقبال الحالات المرضية الحرجة بحجة عدم وجود سرير. أحد مراجعي قسم الطوارئ بالمستشفى ويدعى بندر صالح الوادعي، طالب بضرورة توفير أخصائي طوارئ ومخ وأعصاب وأوعية دموية وضرورة دعم عيادات المستشفى كالباطنية والنساء والولادة والعظام والأذن والحنجرة والعيون بالكفاءات الطبية. وقال الوادعي إن الوضع المتردي الذي يعيشه المستشفى ناجم عن تجاهل صحة عسير لمطالبهم وشكاواهم المتعددة والتي سبق وأن نشرتها صحيفة "الوطن" في عدة تقارير وأيدتها "نزاهة "خلال جولتها قبل عدة أشهر في المستشفى، إذ لا يزال الوضع على ما هو عليه من السوء، فيما انتقد عبدالله الصميلي "مراجع"، الوضع المتردي لقسم العلاج الطبيعي، مطالبا بضرورة تطويره وتوفير الأجهزة الطبية الضرورية فيه. بدوره طالب عضو المجلس الأهلي بظهران الجنوب خالد بن خميس، بتشكيل لجنة وزارية للاطلاع على وضع المستشفى الذي تحول إلى حاضنة للأمراض المعدية والخطيرة القادمة من خارج الحدود، سواء من المرضى اليمنيين أو من مجهولي الهوية الذين يعالجون في المستشفى نظرا لبقائهم عدة أشهر في سجن المحافظة أو توقيف إدارة الجوازات ويحتاجون للرعاية الطبية. وشدد ابن خميس على ضرورة توسعة مركز الأمير سلطان لغسيل الكلى والملحق بالمستشفى ويعاني هو الآخر من قلة الأجهزة وتعطل الموجودة منها. من جانبه، أكد الناطق الإعلامي لصحة عسير سعيد النقير ل"الوطن" أمس، أن نقص أخصائيي الطوارئ والمخ والأعصاب والأوعية الدموية والعناية المركزة واقع نظرا لأن هذه التخصصات من التخصصات النادرة على مستوى المملكة، وحسب معايير الوزارة فإن المستشفيات ذات ال"100" سرير لا تتوفر فيها هذه التخصصات، وقال إن هناك لجنة مشكلة بالمديرية تتولى توزيع القوى العاملة بمستشفيات المنطقة وفقاً لمعايير الوزارة وسيتم دعم المستشفى قريباً بعدد من الأطباء المقيمين. وأضاف بالنسبة لتوسعة مركز الأمير سلطان للكلى فالمركز يوجد به 14 وحدة غسيل وهذه هي طاقته الاستيعابية وعدد المرضى نحو 36 مريضا يتم الغسيل لهم بواقع ثلاث جلسات لكل مريض لمدة ثلاث ساعات، ويجري حالياً عمل بحث ودراسات فنية ودراسات استشارية للتخطيط لتوسعة المركز، علماً أن المستشفى الجديد سعة 200 سرير الذي سيتم إنشاؤه في المحافظة سيغطي الزيادة المتوقعة في أعداد المرضى وسيتم العمل على تنفيذ التوسعة والسعي لإنجازها إذا أثبتت الدراسات الفنية والاستشارية جدواها. أما ما يخص استحداث أقسام جديدة مثل مخ وأعصاب – وأوعية دموية – ورنين مغناطيسي – علاج طبيعي متكامل، فأوضح النقير أن طاقة المستشفى 100 سرير ونسبة الإشغال تتراوح بين 55% إلى 65% وفي ظل هذه المعايير فالمستشفى وحسب معايير وزارة الصحة غير مهيأ لوجود أشعة رنين مغناطيسي أو جراحة أوعية دموية. وحول قسم العلاج الطبيعي، أكد النقير أن القسم الحالي تم تخصيصه وتجهيزه للعلاج الطبيعي، إذ إنه لم يتم إنشاء موقع للعلاج الطبيعي في المستشفى عند إنشائه وهو يقوم بدوره في خدمة المرضى. وعن عدم توفر استشاري تنفس صناعي، أشار إلى أنه يوجد بالمستشفى أخصائيو تخدير يقومون بعمل التنبيب للتنفس الصناعي، حيث إنها من مهام عملهم. وعن نقص الإمكانيات اللازمة لعمليات الغضاريف والأربطة والمناظير وعمليات العظام الكبرى، قال: "هذه العمليات هي من العمليات النادرة والتي لا تتم إلا في المستشفيات المتخصصة أو المرجعية، أما عمليات المناظير فقد بدأ العمل في عمليات المناظير الجراحية لجراحة المرارة وسيتم بعد انتهاء أعمال الترميم استكمال العمل بها لتشمل العديد من التخصصات حسب مجال الخدمة الخاص بالمستشفى والأطباء والعمل بجهاز جراحة الأنف والأذن والحنجرة". وبخصوص ما ذكر عن نقص بعض الأجهزة في بعض العيادات، أكد النقير عدم وجود أي نقص في التجهيزات، وعن عدم توفر بعض الأدوية اللازمة، أكد بأنه لا يوجد أي نقص في الأدوية المسجلة في دليل وزارة الصحة اللازمة حسب مجال خدمة المستشفى.