في عصر" التقنية" والاتجاه نحو التعليم الإلكتروني، وفي وقت ينتظر فيه الجميع نتاج عمل مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، برأت وزارة التربية والتعليم نفسها من مسؤولية الحجم الزائد ل"الحقائب المدرسية"، ومن أنها بسبب كمية المقررات المدرسية، مما قد يؤثر في صحة الطلاب والطالبات وخاصة صغار السن، محملة أولياء الأمور والمدارس مسؤولية حمل الطالب حقيبة مدرسية "ثقيلة". جاء ذلك في مقطع تثقيفي أعدته "التربية" ووضعته على موقعها الرسمي، وروج له المتحدث الرسمي ل"التربية" محمد الدخيني، عبر حسابه الإلكتروني في "تويتر"، لتثقيف أولياء الأمور بكيفية شراء الحقيبة المدرسية، وكيف يتم الترتيب اليومي للطالب، إضافة لتوجيهات لمديري المدارس بسرعة توزيع الجدول المدرسي والاهتمام بالجانب الصحي والغذائي للطلاب. ولاحظت "الوطن" من خلال تتبع المقطع، أن "التربية" لم توضح لأولياء الأمور نية الوزارة الخلاص من المقررات الدراسية، أو أن هناك عملاً للخلاص منها خلال سنوات، بل برأ المقطع ساحة "التربية" من الوزن الزائد للمقررات الدراسية بالأرقام، إضافة لتوضيح المعدل المفروض لوزن الحقيبة المدرسية بألا يتعدى 15% من وزن الطالب أو الطالبة. وبين المقطع أن الدراسات أظهرت أن نسبة الطلاب الذين يحملون حقائب دراسية تزن أكثر من 15% من أوزانهم، 10% بالمرحلة الابتدائية و2.5% من طلاب المرحلة المتوسطة و2 بالمرحلة الثانوية، بينما الوزن الفعلي لجميع كتب الطالب بالصف الأول الابتدائي يعادل 2.1 جرام، وفي الصف الأول متوسط نحو 5.1 جرامات بالصف الأول متوسط، ويبلغ حجم الكتب بالصف الأول الثانوي 6.6 جرامات، في وقت يصل حجم بعض الحقائب المدرسية لوحدها دون كتب ومستلزمات لنحو 300 جرام من غير الواجبات والكتب، في وقت يكون فيه المعدل الطبيعي للحقيبة المدرسية يعادل من 10 إلى 15% من وزن الطالب أو الطالبة. ولم تخل "التربية" إدارات المدارس من تحمل جزء من مسؤولية الحقيبة "الثقيلة" للطلاب، كون البعض يلزم الطالب أو الطالبة بإحضار بعض الكتب الدراسية التي ليس لها حاجة، مطالبة إدارات المدارس بسرعة وضع الجدول الزمني للطلاب والطالبات قبل مباشرتهم بالمدرسة مع بدء العام الدراسي، ليتمكن أولياء أمورهم من ترتيب المقررات المدرسية المطلوبة فقط، وأهمية تركيز المدرسة بتنفيذ حصص "التربية البدنية" والحرص على "الوجبات الصحية" داخل المدرسة. وتضمن المقطع رسالة للآباء والأمهات بحسن اختيار الحقيبة المدرسية المناسبة لبنية "الطالب" ووزنه وطوله، ومشاركتهم ترتيب مقرراتهم الدراسية اليومية ومستلزماتهم في الحقيبة، وعدم ترك الحرية لأبنائهم لاختيار الحقيبة المدرسية، كونهم الغالب منهم يعتمد في الاختيار على الشكل الخارجي أو الدعاية والرسومات الموجودة عليها، مع الحرص على الابتعاد عن الحقائب الجلدية قدر الإمكان، والبحث عن الحقائب ذات العجلات لتساعد الطالب في التنقل دون حمل، إضافة للتأكد من أن مقبض الحقيبة مناسب لطول الطالب، وأن الحجم الطبيعي للحقيبة لا يتعدى 15% من وزن الطالب أو الطالبة، تحسباً لحملها أثناء صعود بعض السلالم بالمدرسة خلال تنقله بين القاعات الدراسية أو الخروج للفسحة أو الحضور والانصراف اليومي. وبحسب معلومات ل"الوطن"، فإن هناك مدارس تمكنت خلال الأعوام الماضية من تطبيق مشروع "طالب بلا حقيبة"، وخاصة بالمرحلة الابتدائية أو الصفوف الثلاثة الأولى، إذ تبقى كتب الطالب أو الطالبة بالفصل الدراسي الخاص به، ويحمل فقط حقيبة صغيرة تتضمن أوراق عمل يتم حلها أو مناقشتها داخل الفصل أو بالمنزل، ويتكفل الطالب أو الطالبة من خلال المشروع يومياً بحمل الحقيبة الصغيرة، وأكدت بعض المصادر بالمشروع ل"الوطن"، أن الهدف ترغيب الطلاب في الحضور والتخفيف عنهم من حمل الحقيبة بوزنها الزائد.