يشير التقرير السنوي لشركة "ريسرش إن موشن"، وهي الشركة المالكة والمصنعة لأجهزة وتقنيات بلاك بيري إلى توفر أكثر من 46 مليون مستخدم للشبكة، وذلك حتى نهاية الربع الأول من العام الجاري، وتحقيق صافي أرباح للعام 2009 بواقع 4.6 مليارات دولار، وهذه النتائج تعد فلكية إذا ما علمنا أن الشركة تستخدم أبسط الوسائل الفنية المتاحة لإدارة خدمات الشبكة. إن التحدي الأكبر في تقنية الاتصالات، هو الحصول على وسيط يتيح نقل وتراسل البيانات بشكل سريع، وآمن، وغير مكلف، وهذا ما تبنته الشركة في تشغيل خدماتها، فهي تستخدم شبكة الإنترنت كوسيط لتشغيل البريد الإلكتروني، وبرنامج "المسنجر". في الوقت الذي تقوم فيه الشركات الأخرى باستخدام خدمات المشغلين المحليين لإدارة خدماتها مثل "نوكيا – سامسونج، وغيرها". ولكن لماذا تمانع الشركة الكندية نقل السيرفرات إلى المملكة؟ عندما تطلب هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تشغيل خدمة "بلاك بيري" ضمن جهاز "خادم محلي"، فهي لا تطلب المستحيل. فهذا يقع ضمن مسؤولياتها وواجباتها كجهة تشريعية منظمة لصناعة الاتصالات وتقنية المعلومات، تهدف إلى الحفاظ على معايير الأمن المعلوماتي وتنظيم الاتصالات والتعرفة والتسعير، والحرص على عدم تقاطع الخدمات وتأثير بعضها على بعض كأي جهة تشريعية في العالم، وبخاصة إذا ما علمنا أن أكثر من 70% من مستخدمي "بلاك بيري" في الخليج هم من قطاع الأفراد. إن إصرار شركة "بلاك بيري" على عدم توفير الخدمة للمملكة ضمن "خادم محلي" لا يستند إلى أسباب أمنية أو سياسية، وإنما إلى سبب فني صرف، وهي خوف الشركة من تسرب التقنية وبالتالي إلى معرفة تفاصيلها، إضافة إلى أن تكلفة تشغيلها وإدارتها ضمن "خوادم فرعية في الدول" مكلف من الناحية المادية، ناهيك عن عدم جاهزية الشركة للربط مع المشغلين المحليين سواء في أنظمة الفوترة أو التشغيل. أما بالنسبة لخدمة "بلاك بيري مسنجر"، فإنه لا يمكن توفير ضوابط أمنية، أو معايير وقائية من الرسائل الاقتحامية أو المضايقات فيها لأنها تتيح التراسل مع أي مستخدم للشبكة دون الحاجة إلى المشغل المحلي، وبالتالي لا تدخل ضمن نظام الفوترة الخاص بالرسائل كونه يستخدم شبكة الإنترنت للتراسل . وهناك نوع ثاني من المسنجر لاستخدام الشركات أو القطاعات بشكل عام، ويشترط فيه توفر جهاز "خادم رئيسي" يتيح للشركة إدارة وتخصيص خدمات كل شريحة على حدة، كتخصيص باقات الاتصالات والمكالمات، الاتصال الجماعي المخصص، حجب الاتصال، وإدارة الفاتورة. وهذا النوع أيضاً يتيح التراسل عبر "بلاك بيري مسنجر" بنفس الصورة في النوع الأول.