لا يشعر إخواننا المسلمون .. لحظة، طبعا لا أقصد "الإخوان المسلمون" كحزبٍ، أو تجمع، فالمسلمون لا يُحصرون في تحزب، أو تجمع يُسيَّر وفق الرغبة والمراد، بل المسلمون في العالم كله إخوة يجمعهم الدين، والقرآن الكريم قد وصفهم بالإخوة حتى في حال الخلاف والتجاوز، فقال الله - تعالى -: "إنما المؤمنون إخوة "، وجاء في الحديث الشريف قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: "المسلم أخو المسلم" الحديث.. أخوة الدِّين التي لا تنقطع. أقول هذا الكلام بعد أن صليتُ البارحة في أحد المساجد وعن يميني مسلم من إندونيسيا وعن يساري مسلم من السودان .. وكثيرا ما يتكرر هذا المشهد مع مسلمين من مختلف الجنسيات من مشارق الأرض ومغاربها. هذا المشهد العظيم الجميل أظنه لا يوجد في أي بلد في العالم بينما نجده في بلادنا يتكرر في مساجدنا الصغيرة فضلا عن المساجد الكبيرة كالحرمين وغيرها .. صلِّ في أي مسجد، ستجده لا يخلو من مسلم يصلي معك من آسيا أو إفريقيا. يعيش المسلم المقيم بيننا في راحة تامة ولا أظنه يشعر بالغربة في بلادنا فهو ينعم بنعم كثيرة منَّ الله بها على هذا البلد الطيب قد لا يجدها في بلاده وبشهادة كثير منهم. بل إنني قد شاهدت من يأخذ زوجته وبناته إلى المسجد ؛ ليؤدوا الصلاة في جو ديني أخوي آمن. إن مثل هذه المشاهد المبهجة تعطي المسلم شعور الفخر بهذا الدين الذي محا الفوارق، وأزال الاختلاف، وهو ما ينبغي للمسلم الحق التمسك به، فينظر للمسلمين نظرة واحدة، فلا خلاف، ولا تناحر، ولا تقاتل من أجل أهداف رخيصة زائلة، يفرح بتأجيجها وترسيخها من يتربص بهم. ونحن في هذا البلد الطيب مطالبون بإعطاء صورة مشرفة للدين وأهله بتطبيق تعاليمه السمحة، والتمسك بأخلاقياته النبيلة، والتعامل مع المقيمين فيه التعامل الطيب بالاحترام والرحمة .. وليس المسلم فحسب، بل كل من يقيم فيه، فنحن متى ما أحسنَّا معاملة هؤلاء الوافدين سمونا بأخلاقنا الدالة على كبير وعينا، وكسبنا الناس ولم نخسرهم .. ولنتذكر أن خُلق الحبيب عليه الصلاة والسلام وطيب تعامله جذب الطفل اليهودي لخدمته والتواضع له، فكان عاقبة أمره خيرًا.