يبدأ التشغيل التجريبي لساعة مكةالمكرمة مع بداية الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك المقبل "منتصف أغسطس الجاري"، على أن يتم الانتهاء من كامل أعمال المشروع بعد 3 أشهر من بدء التشغيل التجريبي. وستصبح الساعة أكبر ساعة برج في العالم، نظراً لقطر واجهتها الذي يزيد عن 40 مترا، وبارتفاعها الذي يزيد عن 400 متر عن مستوى الأرض، ويمكن رؤية الساعة من جميع أحياء مكةالمكرمة، وذلك من على بعد يزيد عن ثمانية كيلومترات، وبذلك ستمثل الساعة إضافة جمالية متميزة لمعالم مكةالمكرمة. وتوضع حاليا اللمسات الأخيرة لمشروع إنشاء ساعة أطلق عليها "ساعة مكةالمكرمة" في أعلى البرج الخامس من وقف الملك عبد العزيز رحمه الله للحرمين الشريفين، كخدمة إضافية من خادم الحرمين الشريفين لمكةالمكرمة قبلة المسلمين خاصة، وللعالم الإسلامي كافة. ويتابع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مراحل الدراسات والتطوير والإنشاء خطوة بخطوة، وقد كلف الشركة القائمة بمشروع وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين بتنفيذ إنشاء هذه الساعة. هندسة وتصميم وتعد الساعة الجديدة والفريدة من نوعها رائعة من روائع الهندسة والتصميم المتقن، إذ تم تطويرها من قبل مهندسين رائدين من ألمانيا وسويسرا إلى جانب فريق من المتخصصين من أوروبا ومن جميع أنحاء العالم. ويبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج ساعة مكة 601 متر فيما يصل ارتفاع الساعة من قاعدتها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال 251 متراً. وتتكون ساعة مكة من أربع واجهات، ويبلغ حجم الواجهتين الأمامية والخلفية 43 مترا في 43 مترا، فيما يبلغ حجم الواجهتين الجانبيتين حوالي 43 متراً في 39 متراً، ويمكن رؤية أكبر لفظ تكبير "الله أكبر" في العالم فوق الساعة، حيث يصل طول حرف الألف في كلمة لفظ الجلالة" الله" إلى أكثر من 23 مترا ويبلغ قطر الهلال 23 مترا، وهو بذلك أكبر هلال تم صنعه حتى الآن. ويمكن رؤية لفظ الشهادتين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فوق الواجهتين الجانبيتين للساعة، وتتكون الساعة المصممة على الطراز الإسلامي طبقاً لأدق معايير السلامة من مستوى قاعدي يحتوي على شرفة للزائرين تقع تحت واجهات الساعة الأربع، ويبلغ الوزن الإجمالي لساعة مكة 000ر36 طن. هيكل الساعة وتم إنشاء ساعة مكة فوق هيكل حديدي يبلغ وزنه 12.000 طن تقريبا. ويتكون الهيكل الحديدي من حوالي 14.000 قطعة فريدة تم صنعها بشكل متقن ودقيق. ويصل وزن بعض القطع الأثقل وزنا إلى ما يقارب 16 طناً. ويقوم ما يزيد عن 250 عاملا مسلما ذوو مهارات عالية في أعمال الحديد بلحام أجزاء الهيكل الحديدي على ارتفاع يبلغ حوالي 600 متر. وتم استخدام 7 رافعات في أعلى برج الساعة للقيام بأعمال التركيب والتثبيت، فيما أضيفت أربع رافعات دائمة فوق أعلى الساعات الأربع، تبلغ طاقة كل منها ستة أطنان من أجل أعمال الصيانة. وصنعت محركات الساعة وطورت من قبل صانع رائد في مجال صناعة ساعات الأبراج، حيث يبلغ وزن كل محرك ما يزيد عن 21 طناً. وعلى هذا النحو فإن محركات ساعة مكة هي أكبر وأثقل المحركات التي تم صنعها حتى الآن. وتقوم الألواح الشمسية بتوليد الطاقة الكهربائية لتشغيل محركات الساعة. كما ترتبط الساعة بالشبكة الكهربائية العامة لمكةالمكرمة لتزويدها بطاقة كهربائية إضافية. ولكل واجهة من واجهات الساعة الأربع محرك خاص بها، تتناسق مع بعضها عبر إشارة وقتية واحدة هي إشارة توقيت مكةالمكرمة. توقيت الضبط وسيتم ضبط الساعة عن طريق توقيت مكةالمكرمة المستقل الذي يأخذ معلوماته من خمس ساعات ذرية عالية الدقة تشكل الجزء الأساسي من مركز توقيت مكةالمكرمة. وبعد الانتهاء من التشغيل التجريبي لساعة مكة الذي سيستمر ثلاثة أشهر، سيتم ربط مركز توقيت مكةالمكرمة بشبكة التوقيت العالمي "يو تي سي" التي يوجد مقرها في باريس، إضافة إلى تثبيت هذه الإشارة الوقتية عبر قنوات التلفزيون الفضائية المحلية والعالمية والإذاعات المختلفة. وتتكون واجهة الساعة من أربع حواف مزخرفة ووحدات تحديد الدقائق والساعات ويتوسطها أكبر شعار وطني سعودي تم صنعه حتى الآن. وكتب على ميناء الساعة عبارة " تم التنفيذ بعهد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود" إضافة إلى سنة تدشين المشروع 1431ه 2010. وتتكون كامل واجهات ساعة مكة من 43.000 متر مربع من مادة "الكاربون فايبر" المتطورة التي تستخدم في صناعة الطائرات الحديثة. وتتميز هذه المادة العالية التقنية بقوتها العالية التي تزيد عن ثلاثة أضعاف قوة الحديد، بالإضافة إلى قدرتها على مقاومة الظروف الجوية القاسية. وغطيت واجهة الساعة المزخرفة ب 98 مليون قطعة من الفسيفساء الزجاجية الملونة. ويبلغ طول عقارب الدقائق 22 متراً وطول عقارب الساعة 17 مترا، ويزن كلّ عقرب 6 أطنان صنعت من مادة "الكاربون فايبر". ومن أجل القيام بأعمال الصيانة، يمكن الدخول إلى داخل عقارب الساعة. وعلى ارتفاع 500 متر من الأرض، يقوم العمال المتخصصون بوضع عقارب الساعة في موقعها النهائي. نظام الإضاءة ويستخدم نظام الإضاءة مليوني مصباح من نوع "إل إي دي" لإضاءة ساعة مكة ليلا. ولصيانة المصابيح والأجزاء الأخرى لواجهة الساعة، تم إنشاء ممرات في الهيكل الحديدي لواجهة الساعة. وتقوم 20 مانعة صواعق تمتد بشكل آلي و 800 ذراع ثابت بحماية الساعة والمصابيح من صعقات البرق. وفي بعض المناسبات الإسلامية كدخول الأشهر الهجرية والأعياد، سيتم إضاءة 16 حزمة ضوئية عمودية خاصة تصل إلى ما يزيد عن 10 كيلومترات نحو السماء وتبلغ قوة كل حزمة ضوئية عشرة كيلواط. وسيبث أذان المسجد الحرام مباشرة من أعلى ساعة مكة عبر مكبرات صوت خاصة، بحيث يمكن سماع الأذان في محيط المسجد الحرام، وذلك من مسافة سبعة كيلو مترات تقريبا. وأثناء الأذان، تتم إضاءة أعلى قمة ساعة مكة بواسطة 21.000 مصباح ضوئي تصدر أضواء لامعة باللونين الأبيض والأخضر يمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى 30 كيلو متراً من البرج، وهي تشير بذلك إلى وقت دخول الصلاة، كما تمكِّن هذه الإشارات الضوئية ذوي الحاجات الخاصة كضعيفي السمع مثلا أو الذين يتواجدون على بعد من المسجد الحرام من معرفة وقت دخول الصلاة. وتكون واجهة الساعة باللون الأبيض والمؤشرات باللون الأسود نهاراً وباللون الأخضر والمؤشرات باللون الأبيض ليلاً . نظام الحماية يذكر أن الساعة ستشاهد من جميع أحياء مكة، وكذلك من طريق مكةالمكرمة - جدة السريع، وقد ركبت على جدران الساعة مصادر ضوئية تصدر إشعاعات في المناسبات المختلفة كالأعياد، وإشارات ضوئية وقت الأذان. وللساعة نظام حماية متكامل ضد العوامل الطبيعية من أتربة ورياح وأمطار، وستعتمد كتوقيت زمني رسمي ثابت عبر وسائل الإعلام والجهات ذات العلاقة. وتبلغ تكلفة هذا المشروع 3 مليارات دولار، وفقاً لنائب الرئيس والمدير العام لفندق "برج ساعة مكة الملكي" محمد الأركوبي الذي كشف ذلك في وقت سابق. وأكدت تقارير أن "برج الساعة " سيكون متحفاً إسلامياً ومرصداً فلكياً يستخدم لأغراض علمية ودينية، وسيبث فيلماً وثائقياً فور تركيب الساعة. وسوف يتم ربط الساعة بأكبر مراكز التوقيت في العالم بما في ذلك لندن وباريس ونيويورك وطوكيو.