عبدالله علي البريدي لم تكن مصادفة ما نقرؤه بين الحين والآخر عبر مواقع التواصل المتنوعة من القراءات الخاطئة للمشهد السعودي والتي تهدف في مجملها إلى زعزعة أمن واستقرار هذا البلد المبارك بعد أن أعيتهم الحيل المباشرة التي اصطدمت بقوة وإيمان هذا الشعب وتلاحمه المنقطع النظير مع قيادته المباركة التي تعي بدورها حساسية هذه المرحلة وتدرس مخططات الأعداء بعناية وتواجهها بالطرق المناسبة لكل مرحلة مما أجهضها في مهدها ولله الحمد، إلا أن المحاولات ما زالت مستمرة والحيل متنوعة، فتارة يندسون بأسماء مستعارة وينهقون بجمل وعبارات يحاولون فيها التأجيج وخلق روح المظلومية في نفوسهم والمطالبة بالحقوق على حد زعمهم، وتارة أخرى يأتون بمقاطع متنوعة لأشخاص يدعون بأنهم رجال دين أو سياسيون أو مفسرو أحلام أو فلكيون وكلهم ينفثون حقدهم وأهدافهم التي ترغب في النيل من وحدة وسلامة وأمن هذه الوطن الأغر. كل ما سبق معلوم للجميع ولا غرابة أو مفاجأة فيه فكل ذو نعمة محسود، وعقول الفساد والإجرام لا تنفك تكيد لأرض الحرمين منذ الأزل ولا يعجبها بل ويغيظها ما تراه من لحمة وطنية يعز مثيلها ولكن الأهم هو أن يعي شبابنا وهم المعنيون، خطورة هذه المعركة الإلكترونية وما ترمي إليه تلك الرسائل والمقاطع فلا ننساق ونغتر بشعاراتها البراقة التي تظهر الخير والسعي لتحقيق مطالب الناس وتخفي الشر والخديعة والمكر بهم، وليعلم شبابنا بأن وقوفنا صفا واحدا وحصنا منيعا في وجه تلك المخططات والشائعات الشيطانية وعدم إعادة إرسال ونشر مثل تلك الأكاذيب التي تضر ولا تنفع، سيصيب القوم في مقتل وسيرد كيدهم في نحورهم. إنني على ثقة كبيرة وأكيدة بأن شبابنا على قدر كبير من المسؤولية والوعي الكامل بخطورة تلك المخططات وبأن تحقيق المطالب ودعوات الإصلاح لا تأتي من الخارج أو من جهلة القوم وسذاجهم الذين يستخدمهم الأعداء أبواقا لهم لتحقيق مآربهم وأجندتهم المشبوهة، بل يجب أن تكون عن طريق أهل المشورة والرأي والعلم وولاة الأمر الذين فتحوا قلوبهم قبل أبوابهم وحاولوا ويحاولون دوما تلمس احتياجات الشعب المتجددة وتحقيق رغباتهم المتنوعة وطموحاتهم المشروعة قدر الإمكان وحسب ما تسمح به الظروف. نعم لسنا مجتمعا ملائكيا، والمدينة الفاضلة التي دعا لها الفيلسوف أفلاطون صعبة التحقيق، فالأخطاء واردة وهي طبيعة المجتمعات البشرية حتى المفضلة منها، وطلب الإصلاح مكفول ومشروع للجميع ولكن وفق الطرق المشروعة التي تضمن الحياة الكريمة وتفشل المخططات الاستغلالية الخبيثة. مشكلة القوم أنهم أساءوا التقدير وتوهموا بأن بلاد الحرمين يسهل اختراقها عن طريق شبابها بعد أن أعيتهم الحيل الأخرى فركزوا جهودهم لاستدراج واستقطاب شبابها لعلمهم بأنهم عمادها ومصدر قوتها وعزها بعد عز الله عز وجل، وبودي نصحهم بأن يوفروا جهودهم ويغيروا وجهتهم فقد أخطأوا الطريق فشباب أرض الحرمين حماة لها، دروع حصينة تتكسر عليها كل رماح الزيغ والضلال وستلمسون شراستهم ووحشيتهم عندما تفكرون في المساس بوحدة أرضهم وزعزعة مستقرهم ولذا فلا تعولوا عليهم كثيرا ولكم في تاريخهم العظة والعبرة. وكذلك لا يقل أهمية دور المؤسسات الحكومية في الذود عن مكتسبات ومنجزات الوطن، وعلى رأسها هيئة الاتصالات، خصوصا أن المعركة إلكترونية في هذه المرحلة، فتضافر الجهود من الجميع هو الحل لإفشال كل من يحاول النيل من وحدة وطننا وأمنه ليتفرغ وطننا لمزيد من النماء والتطور بسواعد أبنائه وشبابه الأوفياء. حفظ الله مليكنا وصان أرضنا وعاش وطننا فوق هامات السحب.