بندر عبدالله السنيدي محاضر لغة إنجليزية الشباب سواعد الوطن رجال المستقبل وبناته وحماة أمنه ولبنته الأساسية، يجب علينا أن نحتضنهم ونهتم بهم ونقف إلى جانبهم ونكرس جهودنا ووقتنا لخدمتهم وتسهيل الصعاب التي تواجههم من أجل تعليمهم وتثقيفهم وتوعيتهم ومساعدتهم بشتى الطرق؛ ليكونوا لبنة ذات ثقل اجتماعي مثمر يساعد في سريان منظومات المجتمع على اختلافها. تتكرر كلمة بطالة كثيرا في أوساطنا ويبذل كل من حمل مسؤولية الشباب الغالي والنفيس من أجل شبابنا خصوصا من تولى مسؤولية تعليم وتثقيف وتدريب شبابنا على العمل للحصول على شهادة مرموقة تتيح لهم الحصول على وظيفة مناسبة يستطيعون من خلالها تكوين أسرة صالحة. ساقني القدر لأقف عند أحد المحلات في الرياض لتلمح عيني شبابا في عمر الزهور لا تتجاوز أعمارهم خمسا وعشرين سنة يرتدون ملابس تدل على أنهم فنيين تقنيين يدرسون في أحد المعاهد المهنية، دفعني الفضول لأسترسل معهم في الحديث بعد أن رحبت بهم وعرفتهم بنفسي وأنني أعمل في الكلية التقنية بالرياض ولكون الكلية التقنية معنية بالدرجة الأولى بالشباب وتأهيلهم تقنيا ومهنيا، تجرأت على فتح باب الحوار معهم وأخذت معلومات كافية وافية عن معهد الرياض للتقنية، الذي تغنت فيه المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني كثيرا، وأنه وبشراكة مع القطاع الخاص يتم توظيف الخريجين في نهاية الدورة التي مدتها سنة كاملة، حيث تستقطب الشركات التي تتعاقد معها المؤسسة العامة في نهاية المطاف وتتحمل مسؤولية توظيفهم. في نهاية حواري معهم أعطيتهم وسيلة تواصل معي قربا منهم ومعرفة ما يحتاجونه وما ينقصهم لعلي أكون سببا في مساعدتهم. وإذا ببريدي الإلكتروني يزخر برسائل جمة من طلاب ذلك المعهد وإذا بالمعهد يزخر بطلاب كانت الأحلام تراودهم بتوفير وظيفة تليق بهم وتسد حاجتهم، أحد الطلاب تذمر من الوعود التي كانت تعرض عليهم بداية التقديم على المعهد وأن هنالك إمكانية تغيير التخصص إلى تخصصات تتوافق وميولهم ورغباتهم، وكأن في الموضوع طعم للالتحاق بالمعهد، وأن كل الصعوبات سوف تزال وسيتم الوقوف عليها من أجلهم، إلا أن تلك الوعود للأسف تبخرت وذهبت أدراج الرياح عندما وصل الطالب إلى نهاية المطاف ورمى الجمل بما حمل على تلك الشركات لتهضم حق أبنائنا، وأن المسؤول عنهم بالدرجة الأولى تلك الشركات أيضا، الأهم هو وعد المعهد بأن للطالب مكافأة قدرها ألف وخمس مئة ريال ويتفاجأ الطلاب بأن مكافأتهم تنقص ما مقداره مئتا ريال، بعد التواصل مع الطلاب اكتشفت ما هو أهم وأكبر وأن مدير عام شؤون الطلاب قد تخلى عن الطلاب بعد أن طالبوه بتغيير التخصص. السؤال موجه إلى مسؤولي المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني هل هذا الفعل مقبول ومنطقي وهل هذه طريقة مثلى تساعد على احتضان شبابنا واستثمارهم الاستثمار الأمثل والأهم؟.