أكد الفنان والناقد التشكيلي علي ناجع أن هناك ثلاثة أجيال في تاريخ الفن التشكيلي السعودي هم من بنوا مفهوم الفن وهم رواده، وهو أحد رواد الجيل الثاني، فقد كانت جذور المفهوم التشكيلية مفقودة, وعندما جاء دور التاريخ لم نجد سوى عبدالحليم الرضوى ومحمد السليم، وهناك مجموعة تأثرت بالرضوى منهم حمزة باجودة وطه الصبان وبكر شيخون فهذان القطبان مهمان في تاريخ الفن، وكانت مدرسة السليم تعبيرية مائلة للطبيعة. وألقى ناجع خلال محاضرته حول إشكالية المفهوم التشكيلي السعودي ضمن فعاليات مهرجان "صيف أرامكو 31" أول من أمس الضوء على مادة التربية الفنية من خلال الحديث عن تاريخها بقوله "الممارسة الإبداعية التشكيلية العربية لا تنهض إلا أن يجري تجسيدها في مادة، فقد كانت مختزلة حيث كان هناك حراس للدين وأوصياء على المجتمع، مضيفا أن التربية الفنية كانت تعتبر من المحرمات وكان يطلق على الذي يرسم "شخبطات" شيطان، وحين أدخلت مادة التربية الفنية تحت مسمى الرسم والأشغال اختزلوا مفهوم التربية الفنية تحت دعوى رسم مناظر طبيعية. وقال ناجع إن "الفن مطلب حضاري لقيام مجتمع معاصر حديث"، واصفا نفسه أنه ليس ناقدا بل قارئ ينقل معرفته للآخرين. وأشاد ناجع بدور شركة أرامكو وما قدمته من خدمة للمجتمع وهي التي ساهمت في تأصيل الفن لدى الفرد، حيث أرسلت إلى جازان 9 سيارات كبيرة تحمل أدوات ومعدات, وأنشأت مخيمات وعرضت فيلما عن الملك عبدالعزيز. وأوضح ناجع أنه عندما يبدأ كل فنان تشكيلي ممارسة الفن يتحدث عن عدم وجود الناقد التشكيلي, مضيفا أن النقد ليس منهجا يدرس بل قواعد نقدية تؤخذ في الاعتبار، ودور أكاديميي التربية الفنية ينبغي أن يستوعب المناهج النقدية, كما أن الفنون بحاجة إلى إطلاق الإمكانات للإبداع، فمازال بعض الفنانين يعتبر مفهوم اللوحة مرتبطا بمدى افتراشه للمرسم، وإنتاجه للعمل الفني. وأضاف ناجع أنه لم تعد هناك مفاهيم مرتبطة في المنهج النقدي الحديث بل هي مرتبطة بالأسلوبية والرؤية وتعكس فكر الفنان وثقافته، فالجماعات الفنية كانت ذا مفهوم ضحل مرتبط بالمناطقية رغم اختلاف أفكار الفنانين بنفس الجماعة، مؤكدا اجتماعها على فكر واحد كجماعة الفن الحر بمصر.