عندما نريد تعريف (اليوم) بطريقة بسيطة يفهمها العامة، دون الخوض في دوران الأفلاك، ودون الدخول في الجدل البيزنطي، من يدور حول من؟ ومن الثابت؟ ومن المتحرك؟ وإن كانت هذه المعارف قد أصبحت من المسلمات التي أثبتها العلم، فلا ينكرها – إن كان هناك من لا يزال ينكرها - سوى معاند، أقول إذا أردنا أن نتجنب كل ذلك في تعريفنا لليوم، فنقول بأنه الوقت الذي تستغرقه الشمس من طلوعها من نقطة معينة إلى طلوعها من نفس النقطة مرةً أخرى، إذاً فنحن نستخدم الشمس في تحديد اليوم وأيضاً الأسبوع، إذاً لماذا نستخدم القمر في تحديد الشهر والسنة؟ وما الشهر سوى أيام وبالتالي أسابيع، وكذلك السنة، نحن هنا أشبه بمن يستخدم في قياس المسافات السنتميتر ثم المتر ثم الميل. في اعتقادي أننا نخطئ عندما نقول سنة ميلادية وسنة هجرية، والصحيح هو سنة شمسية وسنة قمرية، وما دامت أعمارنا تقاس بالأيام التي اتفقنا على أن الشمس هي المستخدمة في تحديدها، فلماذا نعدها بالسنين القمرية، وليس للقمر دور في تحديد بداية اليوم ونهايته؟ أيضاً لدينا إشكالية بسيطة – وقد لا تكون بسيطة في نظر البعض – في استخدام مفردة التاريخ، فنحن نستخدم هذه الكلمة للدلالة على معنيين مستقلين، وإن كان بينهما رابط، فنحن نستخدمها للدلالة على تسلسل اليوم والشهر والسنة، ونستخدمها أيضاً للدلالة على الماضي وما فيه من أحداث (علم التاريخ)، بينما في لغات أخرى – كما في الإنجليزية مثلاً هما كلمتان مختلفتان كلياً، لأنهما يدلان على معنيين مختلفين (date… history). لكن مسمى التاريخ الميلادي والتاريخ الهجري جعل لهما ارتباطا دينيا، وهنا المشكلة، فقد أصبحا في نظر البعض يدلان على الديانتين المسيحية والإسلام، وهذا في اعتقادي ما جعل بعض المسلمين يرفضون استخدام التاريخ الميلادي في بلادهم.