عبدالله العطوي كفيف يبلغ من العمر 13 سنة، لم يمنعه فقدانه البصر من السعي للالتحاق بالدورة القرآنية الرمضانية بجامع أنس بن مالك بتبوك، والاعتماد على التلقين والاستماع في الحفظ، لتصبح آيات الذكر الحكيم بصيرة تنير حياته بعد فقدانه نعمة البصر. بحماس بالغ، يؤكد عبدالله إتمامه حفظ 8 أجزاء، متمنيا أن يكمل حفظ القرآن الكريم قريبا، مضيفا أن بدايته كانت قبل سنتين عندما بدأ أولى لحظاته مع حفظ كتاب الله، حيث يصف عبدالله تلك الأيام بأنها أضفت عليه شعورا لا يوصف بالسعادة والاطمئنان، مما جعله أكثر تمسكا وحرصا في أن يضاعف من جهده ويتجاوز جميع المعوقات لحفظ القرآن الكريم كاملاً من خلال الدورة الرمضانية. ويشرح عبدالله بدايته مع الحفظ ، ويقول "أبدأ عن طريق التلقين من شيخي في حلقة التحفيظ، ثم عن طريق جهاز القارئ الذي يعمل على تكرار الآيات المقررة والتي أحددها عبر إدخال رقم السورة ورقم الآية، إلى أن أتأكد من إتقاني حفظها". المعلم سيد الشيباني أكد أن عبدالله يحمل همة وطموحاً كبيراً لحفظ القرآن الكريم، مشيداً بقوة ومتانة حفظه، ودقة أدائه في التجويد، مبينا أنه في بعض الأحيان يطلب إعادة تسميع الآيات التي حفظها لزيادة الإتقان والحفظ. من جانبه، أوضح المشرف العام على مجمع حلقات أنس بن مالك عطالله العنزي أنهم حرصوا على تنويع فروع الدورات المقدمة لتشمل غالب فئات المجتمع، مردفا أنهم أقاموا هذا العام ولأول مرة برنامج النور الذي يهتم بفئة المكفوفين، مضيفا أن برامج الدورة الرمضانية اتسعت لتشمل برامج لغير الناطقين بالعربية، حيث خصصت حلقة للجاليات وكذلك برنامج للخادمات في قسم النساء، مبينا أنه بلغ عدد الدارسين والدارسات في هذه البرامج أكثر من 500 دارس ودارسة، موزعين على الفروع المختلفة وبرنامج البراعم لمن هم دون الدراسة وبرنامج تحسين التلاوة لكبار السن.