كشفت مصادر رفيعة المستوى في منظمة عالمية ل"الوطن" عن وجود احتجاجات خليجية موحدة، قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى منظمة "الآيكان" الأميركية المختصة بتوزيع وإدارة عناوين "آي بي" وأسماء المجال وتخصيص أسماء المواقع العليا - مثل (com .info) وغيرها - في جميع أنحاء العالم، تجاه شركة إيرانية اتضح بعد التدقيق أنها تعمل في تركيا احتكرت نطاقات مثل (الإسلام) و(الحلال)، علوية المستوى، لأغراض طائفية. وأضافت المصادر أن "الضغوط الخليجية والعربية على الآيكان (وهي منظمة غير ربحية تأسست في 1998)، نجحت في تعليق وسحب ترخيص استخدام النطاقين من قبل الشركة الإيرانية، حتى صدور قرار خلال الفترة المقبلة يوضح ما سيجري من استخدام هذين النطاقين. وأما عن حدود خطورة المسألة، فقالت المصادر: إن استمرار النطاقين تحت إدارة الشركة، سيسهل لها على المستويين الإقليمي والدولي رسم سياسات تتعلق بصورة الإسلام، وهي في الحقيقة لا تمثل إلا أجندتها الخاصة، ولا تمثل الإسلام في صورته العامة. وأكدت المصادر أن "الآيكان" أبلغت الشركة الإيرانية حيال دواعي "سحب ترخيصها"، بعدم مباركة المجتمعات الداخلية الإسلامية والدولية أيضاً لاستخدام النطاقات من قبل الشركات الخاصة، وأن الإمارات قدمت توصية للمنظمة الأميركية بأن تحيل استخدام هذين النطاقين إلى منظمة التعاون الإسلامي، باعتبارها المنظمة الإسلامية الرسمية للدول العربية والإسلامية ال57". وتشير المصادر إلى أن شركة النت الإيرانية حجزت النطاقين بقيمة إجمالية تقدر ما بين 400 إلى 500 ألف دولار أميركي، كما أفادت المصادر أيضاً أن إدارة تقنية المعلومات في "التعاون الإسلامي"، خطت خطواتها العملية الأولى لتكون عضواً فعالاً في لجنة مراقبة منظمة الآيكان الأميركية، وقامت بعقد اجتماعات متواصلة مع قيادات الشركة في "لوس أنجلوس" في الفترة القريبة الماضية. وبناء على معلومات خاصة علمتها "الوطن"، فإن منظمة التعاون الإسلامي ستطرح مناقشة شراء هذين النطاقين والنطاقات الأخرى التي تدخل في تمثيل صورة الإسلام – على حساب دول المنظمة - خلال اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء المقرر عقدها في نوفمبر المقبل. وفي ذات السياق، وعلى هامش اجتماعات الدورة ال36 للجنة الإسلامية للشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي اختتمت قبل أيام، تمت الدعوة إلى بذل جهود مشتركة لسد الطرق أمام أية شركة خاصة تنوي احتكار نطاقات مثل (الإسلام) و(الحلال) وحرمان الآخرين منها، وذلك عن طريق تسجيلها النطاقين، لتفادي أية تعقيدات ونزاعات أو سوء استخدام لهذه النطاقات. وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي: إنه لا بد من تجاوز هذه المشكلة التي تواجه منظمة التعاون الإسلامي في مجال الشبكة العنكبوتية، حتى لا تفتح الباب لمزيد من المشاكل التي تؤدي إلى الفرقة والخلاف. وأضاف أن الأمر يتعلق في الأصل بموضوع استخدام ما يسمى ب"النطاقات الجديدة" (العلوية) لهيئة الآيكان المسؤولة عن نطاقات الإنترنت من أمثال "com." و"org." وحاليا اتسعت لتحمل بعض النطاقات "islam." و"halal."، قائلاً: إن المأزق الذي يواجهنا في هذا الصدد، وكما نتصوره داخل المنظمة، هو الرفض للاستخدام المحتمل للنطاقات الجديدة تحت مسميات (الإسلام) و(الحلال). وحث أوغلي الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على بحث هذه المسألة من جميع جوانبها واعتماد قرارٍ ملائمٍ في هذا الشأن وفقاً لما تراه مناسباً. وأشار أيضا إلى أنه في عالم اليوم حيث الإنترنت هو أهم مصدر للمعلومات، خاصة بالنسبة للشباب الذين يشكلون نسبة كبيرة من السكان المسلمين، فإنه من الضروري أن نكون على تواصل مع العالم من خلال الفضاء الإلكتروني.