رأت مجموعة محاضرات باللغة الإنجليزية أعدها الكاتب الباكستاني محمد إقبال بناء على طلب الجمعية الإسلامية النور أخيرا. فصدرت في كتاب بعنوان "تجديد التفكير الديني في الإسلام" وذلك عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ترجمة عباس محمد، والكتاب مساهمة جريئة لها أهميتها في بلورة الوعي الإنساني في الشرق والغرب على السواء، يستهدف بناء الفلسفة الدينية الإسلامية بناءً جديداً ومناقشة الأفكار الأساسية الإسلامية مناقشة فلسفية لينير للإنسانية معنى الإسلام بوصفه رسالة للإنسانية كافة. يشتمل الكتاب على سبعة فصول هي المعرفة والخبرة الدينية البرهان الفلسفي على ظهور التجربة الدينية الألوهية ومعنى الصلاة – الذات الإنسانية حريتها وخلودها – روح الثقافة الإسلامية – مبدأ الحركة في بناء الإسلام – هل الدين أمر ممكن؟ يذكر أن محمد إقبال أبرز قادة الفكر الإسلامي الحديث ورائد من رواد الوعي الإنساني في الشرق والغرب هو ابن الشيخ نور محمد. كان أبوه يكنى بالشيخ "تتهو" أي الشيخ ذو الحلقة بالأنف. ولد في سيالكوت إحدى مدن البنجاب الغربية في 9 نوفمبر 1877 ويعود أصله إلى أسرة برهمية؛ حيث كان أسلافه ينتمون إلى جماعة محترمة من الياندبت في كشمير، واعتنق أحد أجداده الإسلام في عهد السلطان زين العابدين بادشاه (1421 1473م). قبل حكم الملك المغولي الشهير (أكبر) ونزح جده إلى سيالكوت التي نشأ فيها إقبال ودرس اللغة الفارسية والعربية إلى جانب لغته الأردية. رحل إقبال إلى أوروبا وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة ميونيخ في ألمانيا، وعاد إلى وطنه ولم يشعر إلا أنه خلق للأدب الرفيع والشعر البديع، وكان وثيق الصلة بأحداث المجتمع الهندي، حتى أصبح رئيسا لحزب العصبة الإسلامية في الهند ثم العضو البارز في مؤتمر الله أباد التاريخي، حيث نادى بضرورة انفصال المسلمين عن الهندوس ورأى تأسيس دولة إسلامية اقترح لها اسم باكستان. ترك إقبال ثروة ضخمة منها: عشرون كتابًا في مجال الاقتصاد والسياسة والتربية والفلسفة والفكر وبعض الكتابات المتفرقة وبعض الرسائل التي كان يبعث بها إلى أصدقائه أو أمراء الدول، إلى جانب روائعه من الشعر والتي استحق أن يسمى بسببها (شاعر الإسلام). وغنت أم كلثوم إحدى قصائده وهي "حديث الروح". توفي إقبال 1938 بعد أن ملأ الآفاق بشعره وفلسفته.