على غير المعتاد، لم يثر انتقال هداف الدوري لأربعة مواسم ناصر الشمراني من الشباب إلى الهلال تلك الضجة التي تصاحب استبدال النجوم قمصانهم الأصلية بأخرى لأندية منافسة، وهو ما فسره البعض على أنه ربما يكون بداية قبول الجمهور الرياضي لمتطلبات ومستجدات الاحتراف التي تبيح مثل هذه التنقلات، بعدما كان أي انتقال يثير ضجيجاً جماهيرياً وإعلامياً كبيرين. وبدا تقبل الجمهور لهذه الانتقالات ملموساً تماماً في آخر موسمين، حتى وإن أثار بعض الضجيج مثلما حدث في انتقال أسطورة الاتحاد محمد نور، وهو صاحب أكبر سجل بطولات للاعب سعودي مع ناديه، حيث غادر أسوار "العميد" وشارك النصر في نهاية الموسم الماضي، في وقت ما زالت جماهير الاتحاد تحتفظ بكثير من الود لنجمها السابق. وها هو الموسم الحالي يشهد انتقال الهداف التاريخي لنادي الشباب هداف الدوري السعودي الشمراني للهلال، وهناك شبه إجماع على أن اللاعب ما كان ليغادر لولا التعامل الإداري معه، مكرراً مسلسل عبده عطيف قبله. وكانت بداية مثل هذه التنقلات التي عادة ما تحدث ردة فعل في المدرجات بانتقال لاعب الوسط الأنيق خالد مسعد، أحد أهم صناع اللعب الذين مروا على تاريخ الكرة السعودية من الأهلي للاتحاد في مطلع الألفية، أعقبها عدد من التنقلات في الجانبين وأبرزها تحول لاعب الوسط الجماهيري خالد قهوجي للاتحاد عام 2004 وكان أشبه بالصدمة في مدرجات الأهلي بسبب شعبية اللاعب ومستوياته اللافتة، أعقبها انتقال أسطورة دفاعات الاتحاد الراحل، محمد الخليوي للأهلي الذي تسبب حينها في غضب المدرجات الاتحادية. ونجح النصر قبيل انطلاق مونديال الأندية عام 2000 بالتعاقد مع نجم الشباب وقائده فؤاد أنور، أحد نجوم مونديال 1994 ليشارك مع ناديه الجديد في مونديال الأندية، وتعاقد النصر أيضاً مع قائد الأهلي السابق حسين عبدالغني عام 2008 عقب رفض الأهلي عودة اللاعب لناديه بعد احترافه في لوريان الفرنسي في صفقة لقيت احتجاجاً كبيراً في المدرجات الخضراء. ورغم تراجع مستويات سعد الحارثي إلا أن انتقاله عام 2009 مثل صدمة لعدد كبير من جماهير ناديه وقد يكون السبب في ذلك تحول اللاعب للغريم التقليدي نادي الهلال. اللافت للنظر أن مثل هذه التنقلات، يكاد يكون مصيرها الفشل في حالات كثيرة كونها عادة ما تتم في نهاية مسيرة اللاعب المنتقل، بيد أن كل ذلك قد يتغير في السنوات المقبلة بسبب الاحتراف الذي يناصر اللاعبين في وجه أنديتهم ويمنحهم كامل الحق في الانتقال.