شدد مدرب المنتخب الإسباني فيسنتي دل بوسكي، على ضرورة ألا يأخذ لاعبوه من عامل التعب عذرا ليبرروا أي فشل محتمل أمام البرازيل المضيفة في نهائي كأس القارات المقرر غدا على ملعب "ماراكانا". ويأتي تصريح دل بوسكي، بعد أن تمكن "لا فوريا روخا" من خوض مباراة صعبة للغاية أول من أمس أمام إيطاليا في نصف النهائي لم يتمكن من حسمها سوى عبر ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل صفر-صفر. وبدا أبطال العالم وأوروبا متأثرين جدا بعاملي الحرارة والرطوبة، إذ كان المنتخب الإيطالي الطرف الأفضل بوضوح، خاصة على الوقت الأصلي، لكنه لم يتمكن في نهاية المطاف من الثأر لخسارته المذلة في نهائي كأس أوروبا 2012 (صفر-4). وستستفيد البرازيل من يوم إضافي من الراحة بعد أن لعبت مباراتها أمام غريمتها الأوروجواي (2-1) الأربعاء، كما أن لاعبيها معتادون على الأجواء المناخية لبلادهم، لكن دل بوسكي أكد أنه غير قلق بشأن الأفضيلة التي يتمتع بها "سيليساو" على أرضه، مضيفا "أنا لا أبحث عن أعذار. لا يجب أن نتذرع بذلك. إنها مباراة مختلفة. أمامنا 72 ساعة "قبل النهائي"، الآخرون "البرازيل" أمامهم مزيد من الوقت لكننا نريد أن نقدم عرضا جيدا". وستكون موقعة الغد المواجهة الأولى بين البرازيل وإسبانيا في بطولة رسمية منذ الدور الأول لمونديال المكسيك 1986 حين خرج المنتخب الأميركي الجنوبي فائزا 1-صفر. ورأى دل بوسكي الذي يبحث عن لقبه الثالث مع منتخب بلاده بعد مونديال 2010 وكأس أوروبا 2012، بأن لاعبيه قدموا أمام إيطاليا مجهودا جبارا رغم أنهم معتادون على اللعب مرتين في الأسبوع مع أنديتهم، مضيفا: "لقد ارتقوا إلى مستوى المسؤولية من أجل المنتخب الوطني، لكننا ما زلنا بحاجة منهم إلى تقديم المزيد. سنرى إذا كانوا سيتمكنون من تحقيقه الأحد". وبدوره رأى لاعب وسط تشلسي الإنجليزي خوان ماتا الذي دخل في الشوط الثاني أمام إيطاليا، أن المجهود الذي قدمه فريقه جعله منهكا بدنيا، فيما اعترف الحارس القائد إيكر كاسياس بأن المنتخب الإيطالي جعل أبطال العالم يبحثون عن أسئلة، مضيفا: "لقد وضعوا خطة عقدت فعلا الأمور بالنسبة لنا. إيطاليا كانت منظمة جدا مع وجود ظهيرين ينطلقان كثيرا نحو الهجوم ويتوغلان أيضا في الوسط. انا مقتنع بأن البرازيل لن تلعب بهذه الطريقة". وحمل الفوز الإسباني الخميس رمزية هامة؛ لأنه جاء بركلات الترجيح وعلى إيطاليا وهو ما حصل في ربع نهائي كأس أوروبا 2008 على حساب "الأزوري" بالذات في مباراة أعطت "إشارة" انطلاق هيمنة "لا فوريا روخا" على الساحتين القارية والعالمية. وفي تحليله للأعوام الخمسة الرائعة التي عاشتها إسبانيا، رأى كاسياس أن سبب هذه النجاحات يعود إلى التخطيط التدريبي المميز الذي أنتج مؤخرا الفوز بكأس أوروبا تحت 21 عاما على حساب إيطاليا بالذات. وتابع: (أعتقد أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يقدمون مساهمتهم "في الإنجازات" ويقومون بعمل جبار، لكن لا أحد يراهم. أعتقد أن الغالبية العظمى من اللاعبين لعبت في المنتخبات العمرية وتوجت أبطال عالم وأبطال أوروبا، ونتيجة كل ذلك كانت واضحة في المنتخب الوطني "الأول"). وواصل كاسياس "ومن (لويس) أراجونيس إلى دل بوسكي، طالبنا المدربان بأن نلعب كرة القدم بأسلوب مميز... أسلوب تم نسيانه في إسبانيا. لعبنا بهذا المستوى المرتفع جدا، وتوجنا بالألقاب لكني أعتقد أن هذه النجاحات تحقق أيضا بفضل جهود الموجودين في الظل. نملك مدربين رائعين يفوزون بالبطولات على المستويات العمرية مثل دون 21 عاما". ومن المؤكد أن الإسبان وأسلوبهم استقطب استحسان العالم بأجمعه ومن بينهم مدرب إيطاليا تشيزاري برانديلي، الذي نصح لاعبيه الاقتداء بلاعبي "لا فوريا روخا" وبأسلوب "تيكي-تاكا" الذي أسر العالم بفضل جمالية التمريرات الإسبانية، إن كان في المنتخب الوطني أو مع فريق برشلونة. وستكتفي إيطاليا بملاقاة الأوروجواي على المركز الثالث في مباراة تقام غدا في سلفادور، وقد رأى برانديلي أن الأداء الذي قدمه لاعبوه أمام إسبانيا سيمنحهم ثقة متجددة بأنفسهم ستساعدهم في التحديات التي تنتظرهم.