مع دخول شهر رمضان سيواجه محبو "اللحوم الحمراء" وضعاً مزعجاً نتيجة لارتفاع في الأسعار يصاحبه شح في المعروض. فالمملكة التي لا تهدأ حدودها وموانئها البحرية من استقبال البواخر المحملة بالأغنام شهدت انخفاضا في وارداتها من المواشي بنسبة 25% في النصف الأول من العام الجاري نظراً لارتفاع تكلفة الاستيراد على العديد من التجار. وقبل حلول شهر رمضان لم تستقبل الموانئ السعودية سوى 60 ألف رأس خلال الأشهر الستة الماضية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي عندما استقبلت نحو 80 ألف رأس. ورفض تجار المواشي بالسعودية الاتهامات التي تشير إلى أنهم المعنيون برفع أسعار الماشية، وأكدوا في حديثهم ل"الوطن"، أن الأسعار تحددها كلفة استيراد المواشي من البلدان المصدرة من أفريقيا وأوروبا وآسيا. وارتفعت أسعار المواشي القادمة من سوريا وأستراليا بنحو 25 في المئة فيما بلغ سعر الجمل نحو 3000 ريال للرأس عكس ما كان عليه في السابق بواقع 1200 ريال، فيما شهدت أسعار المواشي القادمة من الصومال ارتفاعات طفيفة تراوحت مابين 270 إلى 300 ريال للرأس. وعزا رئيس لجنة المواشي في الغرفة التجارية بجدة سليمان الجابري تلك الارتفاعات إلى الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلدان المصدرة وخاصة أستراليا والتي يستورد منها قرابة 20 ألف رأسا من الأغنام، وأضاف أن عدم استقرار عملة اليورو أدى إلى التذبذب الحاصل في أسعار الماشية. إلى ذلك قال مسفر البقمي تاجر ماشية، إن كثرة الطلب على الماشية في هذه الفترة قابلت شحا في المعروض والذي يحصل لأول مرة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الماشية إلى أكثر من 25 في المئة. ورفض البقمي الاتهامات التي تشير إلى أن التجار هم المتحكمون في أسعار الماشية وقال: إن الأسعار تحددها كلفة استيراد الماشية من البلدان المصدرة، وارتفاع تكاليف الشحن والتي ارتفعت أيضا بنحو 20 في المئة، فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك على المستهلك النهائي. وأكد التاجر سالم الشيباني أن هناك ارتفاعات يشهدها السوق المحلي وذلك نتيجة ارتفاع الأسعار عالمياً الأمر الذي سبب حالة من الركود محلياً لم نشهده منذ سنوات عديدة حيث تعتبر هذه الفترة من أنعش فترات بيع المواشي لتزامن دخول شهر رمضان والعيد.