"عليكم التوجه إلى مكةالمكرمة لتتقربوا إلى الله بجوار بيته العتيق".. بهذه العبارة احتفى وكيل محافظة رجال ألمع مفرح الألمعي ب37 متقاعداً من إدارة التعليم المحافظة أخيراً. ويأتي ذلك في ظل التوقعات، بأن يفتح الألمعي الباب لهم للاستفادة من خبراتهم في تطوير المحافظة بعد تفرغهم من عملهم الأساسي، إلا أن عبارته التي ألقاها في حفل التكريم أغلقت جميع الأبواب - على حد وصف الحضور-. وفيما شكر مدير التربية والتعليم برجال ألمع علي عسيري، المتقاعدين والمتقاعدات على ما قدموه في سيرتهم العملية من جهد وإخلاص من أجل تربية النشء والتميز في أعمالهم، عبر عدد من المتقاعدين عن استغرابهم من سياق جملة وكيل المحافظة ومطالبته لبعض المتقاعدين بالذهاب إلى مكةالمكرمة في دلالة إلى عدم جدوى مواصلتهم في أعمال خدمية للمجتمع أو تطوعية يفيدون فيها شباب المجتمع بخبراتهم التراكمية عبر سنوات من العمل. وتحدث إلى "الوطن" سعيد العردان "معلم متقاعد" وقال، هذه صدمة وكأن المتقاعد آلة أو ماكينة انتهى عمرها الافتراضي ويجب وضعها على رف من رفوف الحياة. وأضاف: "هذه الجملة تشمل معاني عدة ومنها قد يكون الأسوأ أن الموظف كان في مرحلة عمله مبتعدا أو مقصرا في كثير من أمور دينه ويطلب منه تكفير ذنوبه بالمكوث في مكةالمكرمة لتكفير خطاياه وسيئاته التي تحملها من عمله السابق، وفي كلا الأمرين الأمر محزن وصادم لكل من ترجل من عمله الذي مكث فيه سنوات عديدة وجاء ليكرم فوجد هذه الرسالة المؤلمة التي أرى من وجهة نظري أن "الوكيل" لم يوفق في إدراجها ضمن حديثه الذي أصابني بالرعب وأنا بعيد عن هذا الحفل الذي أعتقد أنه لم يكن بهيجا". بينما قال سعيد الغامدي متقاعد آخر "ناشط في العمل التطوعي": لم أتمن أن تكون هذه العبارة في كلمة راعي الحفل حتى وإن قصد بها مقصدا آخر عبر ما فسرت به إلا أن إيرادها في حفل تكريم من أفنوا سنوات عمرهم في خدمة أهلهم ووطنهم غير محببة. وأضاف: تركت العمل الحكومي متقاعدا منذ خمس سنوات ورأيت أن دوري الرسمي ربما انتهى من خلال تقاعدي فانطلقت بحياة جديدة من خلال العمل التطوعي في خدمة المجتمع والمحتاجين والعمل مع بعض الجمعيات الخيرية في الدلالة على بعض الأسر المحتاجة وفي إيصال بعض الاحتياجات لهم ولا أتقاضى من ذلك ريالا واحدا وإنما متطوع في الأعمال الخيرية". وأردف قائلا: إن حديث راعي حفل التقاعد في رجال ألمع يجب أن يعرف القصد منه والذي ربما قد يكون حسنا، ولكن لو كانت كنصيحة في أي مناسبة أخرى لربما قبلت شكلا ومضمونا ولكن ما أثار الرأي منها هو وجودها في حفل توديع موظفين، وكأن القصد منها "لا فائدة منكم بعد اليوم".