الطلاق يعني الفراق, فراق الأحبة, فراق الزوج لزوجته, فراق الأب لأبنائه, فراق الأم لفلذات كبدها.. تشتت الأسرة, وتفرق الأولاد.. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يكثر الطلاق؟! من الواضح أن هناك خللا, ولعل المقتنيات الحديثة وتحول كثير من الكماليات إلى أساسيات, وصعوبة الحياة في هذه الأوضاع, وعدم تأقلم المجتمع معها,أسهمت بشكل واضح في عدم التجانس, ووجود عقبات وصعوبات تكتنف مسيرة الحياة الزوجية.. من ينظر للطلاق في الفترة الماضية والطلاق في هذا الوقت يجد بوناً شاسعا"وفرقا" كبيراًً بين الطلاق بالأمس والطلاق اليوم، فالعدد تضاعف إلى أرقام مخيفه وصار أولياء الأمور يتخوفون من الطلاق أكثر من حرصهم على زواج بناتهم,, ولعل للقضاء إسهاما في الحد منه فإيجاد لجنة إصلاح تعمل على دراسة مشكلة المقدمين على الطلاق لتنظر في أسباب ذلك ومسبباته,, ودواعيه,, وتدرس حياة الزوجين وطريقة تفكيرهم ومستواهم التعليمي,, وأمورهم المالية,, ومحيطهم الأسري,, ونوعية السكن, ثم إذا انتهت تلك اللجنة ولم تستطع التوفيق بين الطرفين يتم رفعها إلى القاضي والذي يطلب التريث في ذلك ليعطي وقتاً للزوجين في إعادة حساباتهما فقد تكون هناك أمور نتجت عن ظرف قد يزول مع الوقت, فيكون في ذلك مجال للتراجع.. وقد كان بعض القضاة في الماضي عندما تعرض لهم مثل تلك القضايا وبحدسه الذي لا يخيب يعرف أن الطلاق عرضي وليس له جذور يتكئ عليها فيعطيهم موعدا بعيدا، مع أن في قدرته البت فيها ولكنه يتعمد ذلك حتى يعطيهم فرصة التراجع عن قرارهما أو أحدهما فما إن يذهب جزء من وقت المهلة إلا وقد تراجع الزوجان وعادت حياتهما للاجتماع والألفة,, بخلاف الوقت الحاضر والذي ما إن يقدم الزوج أوراقه طالباً الطلاق إلا ويأخذ الصك في نفس اليوم إن لم يكن بنفس اللحظة, مما يقطع على الزوجين خط الرجعة ويعمق الفرقة ويكرس الاختلاف.