تحولت مراكز اقتراع الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت أمس في محافظتي بيروت والبقاع إلى ساحات للمعارك وشهدت عمليات كر وفر وجولات في الرشاوى والاستفزازات والخداع عبر اللوائح الملغومة خصوصا في بيروت، إضافة إلى إشكالات فردية وجماعية طوقتها قوى الأمن بسرعة. ومن المقرر أن تبدأ النتائج بالظهور اليوم على الرغم من ظهور مؤشرات غير رسمية على فوز كاسح للائحة 14 آذار في بيروت واتجاه لفوز منافسيه في مدينة زحلة. فقد شهدت مراكز الاقتراع في مناطق متفرقة من بيروت والبقاع موجة من الإشكالات والمواجهات الفردية والجماعية استعملت فيها العصي والكراسي ولم تتطور إلى أحداث أمنية بسبب التدخلات السريعة للجيش والقوى الأمنية التي كانت مزودة بأوامر صارمة لقمع وإنهاء أي مشكلة مهما كان نوعها أو المتسبب بها. وسجل مشاركة العديد من النواب في هذه الإشكالات عبر مرافقيهم والقوى الأمنية المولجة حماية مراكز الاقتراع خصوصا في مدينة زحلة حيث بدت عملية الاقتراع صراعية حتى الرمق الأخير بين أنصار اللوائح المتنافسة وتخللها شد واستنفارات بلغت حدود البحث عن المقترعين داخل منازلهم لحثهم على التوجه إلى مراكز الاقتراع. وانهالت الشكاوى من حصول تجاوزات على مخافر قوى الأمن التي عاشت يوما عصيبا في المدينة البقاعية التي تعتبر عاصمة الكثلكة في الشرق. كما تبادل المتنافسون الاتهامات بشراء أصوات الناخبين، في حين شكا ممثلون للقوات اللبنانية من تدخل أجهزة أمنية لصالح منافسيهم في مدينة زحلة. أما في باقي قرى وبلدات البقاع فإن التحالف بين أمل وحزب الله غيب المنافسة عن معظم المناطق، فيما جرت معارك انتخابية ذات التواجد المشترك مع تيار المستقبل ومسيحيي 14 آذار. وأعلنت وزارة الداخلية عن فوز 45 بلدية و127 مختارا بالتزكية في محافظة البقاع. أما في العاصمة بيروت فبدأ الاقتراع باكرا لكنه لم يتجاوز حدود ال 6 % قبل الظهر ما أثار هلع أنصار تيار المستقبل وحلفائه الذين بدأوا حملة تجييش واسعة النطاق في الأحياء والشوارع لحث المواطنين على الاقتراع وتوجيههم إلى عدم الوقوع في فخ اللوائح الملغومة التي استهدفت إسقاط مرشحين مسيحيين ورفع نسبة التصويت للتعبير عن إرادة أهل بيروت خصوصا في اختيار المختارين. وكشف رئيس لائحة "وحدة بيروت" بلال حمد عن خوف من اللوائح الملغومة لأنها تقوم بخلع مسيحي ووضع مسلم، مشيرا إلى أن ذلك يضرب العيش المشترك في بيروت. ودعا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أهالي بيروت إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع، مشدداً على أن لائحة "وحدة بيروت" تتضمن كل المكونات وستكون لإنماء العاصمة. ونفى بعد الإدلاء بصوته في بيروت أن ما يجري في الانتخابات صراع مذهبي.