قال باحثان نفسيان إن القدرات العقلية للمرأة لا تقوم بكامل وظيفتها 13 يوما كل شهر نتيجة التغيرات في الانفعالات التي تطرأ عليها نتيجة هرمون البروجسترون في الدم الذي ترتفع نسبته أثناء الدورة الشهرية. ونصحا النساء بعدم اتخاذ قرارات مصيرية في أيام معلومة من كل شهر؛ كالتي تتعلق باختبار شريك الحياة والمهنة. وأجرى عضوا هيئة التدريس بجامعة أم القرى؛ الدكتور عبد ربه مغازي سليمان، والدكتورة رانيا محمد الفاران دراسة نفسية في علم النفس المعرفي التطبيقي، هدفت إلى البحث في الخصائص المعرفية للمرأة، وعلاقتها بمستوى هرمون البروجسترون في الدم خلال مراحل الدورة الشهرية الثلاث "التبويض، وانتهاء التكييس، والطمث"، وأجريت الدراسة على عينات من الإناث اللائي تنتظم ولا تنتظم لديهن الدورة. وكشفت نتائج الدراسة عن أن القدرات المعرفية المتمثلة في الوظائف التنفيذية التي تتضمن إنتاج الأفكار، والتخطيط، والاستراتيجيات، والتنظيم، والمبادرة، والكف، ومراقبة الذات، وتقييمها وفقا لاستراتيجيات محددة، تتأثر باضطراب الدورة الشهرية. وأشارت الدراسة إلى أن الفتيات اللائي يعانين من اضطراب في الدورة الشهرية يكن أكثر اضطرابًا في الوظائف التنفيذية عنها لدى ذوات الدورة الشهرية المنتظمة. وبينت أن الاضطراب ظهر واضحًا في: الضبط الانفعالي، والمبادرة، والذاكرة العاملة، والتخطيط، والتنظيم، والمتابعة. وقال الباحثان إن الدورة الشهرية للمرأة تحدث على مدار 28 يوما.. تبدأ من الأول بعد الطهر حتى اليوم الخامس، والمرحلة الثانية من اليوم السادس حتى اليوم الرابع عشر، والمرحلة الثالثة من اليوم الخامس عشر حتى اليوم الثامن والعشرين، وهي المرحلة التي ينبغي ألا تتخذ فيها المرأة قرارات مصيرية. وقالت الدراسة "أثناء المرحلة الثالثة من الدورة ربما تكون القدرات العقلية لا تقوم بكامل وظيفتها، وبالتالي ربما يصعب عليها رواية شهادة عيان بشكل دقيق. ولما كان من الصعب معرفة أي مرحلة تكون عليها المرأة أثناء وقوع حادثة معينة، فيفضل معرفة شهادة أكثر من امرأة؛ حتى تكتمل الشهادة، وهذا ما أشارت إليه شريعتنا السمحة في ضرورة أن تكون هناك شهادة لرجل أو امرأتين؛ لأن امرأة واحدة ربما لا تتذكر جيدا فتكمل الرؤية الأخرى". وأوصت الدراسة "بتحليل لمعدلات جميع الهرمونات الجنسية، التي تؤثر مع الأداء في الوظائف المعرفية، والاهتمام بالتاريخ المرضي، والخبرات السابقة عند دراسة تأثير مراحل الدورة الشهرية على السلوك الوجداني والمعرفي". وأشار الباحثان إلى أن التغير في الانفعالات الزائدة، والقلق، والشعور باليأس، والتشاؤم، وتقلب المزاج، والحزن، والبكاء، وزيادة الخلافات مع الأشخاص الآخرين، وفقدان السيطرة، إضافة إلى صعوبة في التركيز أهم خصائص المرحلة الثالثة من الدورة الشهرية، بعد التبويض وانتهاء التكييس. وأضافا أن معدلات إفرازات هرمون الاستروجين تختلف أثناء مراحل الدورة الشهرية؛ فيرتفع في المرحلتين الأولى والثانية، ويصل لأدنى مستوياته في المرحلة الثالثة. وكانت الدراسة قد أشارت إلى أن أفراد العينة من الفتيات أظهرن إخفاقا في السعة العقلية العامة قبل وبعد الطمث، مشيرة إلى أن مرحلة ما قبل الدورة أكثر المراحل لحدوث تغيرات نفسية وجسمية. وحددت كيفية معرفة المرحلة الحالية للدورة من خلال معادلة حسابية تتمثل في ثلاثة قياسات: تاريخ انتهاء آخر طمث، وتاريخ بداية الطمث الجديد، وتاريخ اليوم، وجمع الاثنين، وطرحهما من 28، والقسمة على 2 لتحديد التاريخ الذي تم فيه الاختبار.