تساءل عدد من معلمي المدارس الأهلية عن حقوقهم المهضومة، بحسب تعبيرهم، مع تنامي أرباح تلك المدارس جراء زيادتها المستمرة للرسوم الدراسية، مؤكدين أن حقوقهم المهدرة لم تتوقف عند الجانب المادي، بل وصلت إلى الجانب المعنوي من خلال منح الطلاب صلاحيات تصل إلى تغيير المعلم. ويرى المعلمون، أن إدارات المدارس الأهلية أجحفت في حساب رواتبهم، مقابل جهد مضاعف يقدمونه في عملهم، مستغربين عدم تناسب تلك الرواتب مع الأرباح الكبيرة التي يجنيها ملاك المدارس الأهلية. وفي هذا الصدد، تقول المعلمة "هدى"، تعمل في إحدى المدارس الأهلية: معلمو المدارس الأهلية حقوقهم مهضومة بداية من التعيين والراتب وانتهاء باحترام الطلبة لهم، فالطالب هو من يتحكم في قرار المعلم عن طريق الضغط على إدارة المدرسة، بينما يكون المعلم مطالبا بالتنفيذ، بحجة أن الطالب "يدرس بفلوسه". وأضافت أن بعض المدارس تمنح الطالب حق تغيير معلم المادة وطلب معلم آخر، وهذا ما يكسر هيبة التعليم. ويقول معلم آخر - رفض ذكر اسمه - "أصبحت المدارس الأهلية للتفاخر، وتدنت هيبة المعلمين بسبب مجاملة إداراتها لأولياء الأمور والطلاب"، مؤكداً أن معلمي الأهلية يبذلون جهدا مضاعفا، سواء في عدد الحصص أو بالتكليفات والأنشطة الأخرى، ويقابل ذلك راتب متدن لا يوازي ذلك التعب. إلى ذلك، أكد مدير الإعلام التربوي بمنطقة تبوك سعد الحارثي أنها حالات فردية ونادرة وتتم معالجتها. وقال "لا يجب الوقوف عندها، فهي حالات فردية، والمعلم أو المعلمة في المدارس الأهلية يرتبطان بعقد عمل مع المدرسة الأهلية ولهما حقوق وعليهما واجبات". وأضاف الحارثي أن إدارة المدرسة يقوم عليها تربويون وتربويات، وأن التعامل مع المعلم والمعلمة يخضع لمبدأ الاحترام والتقدير من إدارات المدارس، فهما أساس العمل التربوي والتعليمي، ومعاملة الطالب أو الطالبة في المدرسة الأهلية لا تختلف البتة عن التعامل في المدارس الحكومية من منطلق أنهما حجر الزاوية ومحور الرسالة التربوية السامية التي يؤديها التربويون والتربويات. وأكد الحارثي أن هناك مشرفين منسقين ومشرفات منسقات يتابعون سير العمل التربوي والتعليمي في المدارس الحكومية والأهلية، موضحا أن العلاقة بين المعلم والطالب تبنى أساسا على مبادئ تربوية وتعليمية. وقال "من المهم تغيير فكرة أن هدف المدرسة الأهلية هو الربح فقط"، معللا ذلك بأن هناك الكثير من المدارس الأهلية المتميزة، التي أفرزت الكثير من الطلاب المبدعين والطالبات المبدعات على مستوى المنطقة والوزارة، والكثير منهم كان خير ممثل للمملكة في محافل عالمية ودولية. وأشار الحارثي إلى أن هناك ضوابط محددة ومنظمة من الوزارة بعدم فتح مدارس أهلية جديدة دون مبان ملائمة كبيئة تربوية، مشيراً إلى أن اجتماعات دورية يعقدها مدير التعليم مع ملاك المدارس، تتم خلالها مناقشة ومعالجة كافة الملاحظات التي ترد لإدارة التعليم حول المدارس الأهلية للعمل على تلافيها، والبحث عن سبل تعزيز الإيجابيات والتخلص من السلبيات إن وجدت.