ستكون الأيام القليلة المقبلة حبلى بالتغيرات الجذرية في نادي الهلال على مستوى الإدارة والجهازين الفني والإداري وحتى اللاعبين، حيث تجرى حاليا مشاورات عدة بين إدارة النادي وكبار من الشرفيين المؤثرين لتحديد مستقبل الفريق للموسم المقبل وإجراء التغيرات التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية للفريق لتعيده للواجهة مجددا بعد تردي نتائجه خلال الموسمين الماضي والحالي. وتشير المصادر إلى أن اجتماعا شرفيا مصغرا سيتم خلال الساعات المقبلة يضم عددا من الشرفيين المؤثرين بحضور الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد وعدد من أعضاء مجلس إدارة النادي للتشاور حول عدة قرارات قبل إعلانها رسميا الذي سيكون الخميس المقبل 30 من مايو. وعملت "الوطن" أن رياح التغيير ستقتلع عدة نجوم من الفريق الأول وضم لاعبين جدد ومنح الفرصة لشباب النادي بالذات الذين برزوا مع الفريق الأولمبي، بجانب تسريح الرباعي الأجنبي الكوري يوو بيونج سوو والكولمبي جوستافو بوليفار والبرازيليان ويسلي لوبيز وأوزيا دي باولا، والأخير انتهت إعارته بنهاية مباراة لخويا القطري. كما يملك النادي عقود المغربي عادل هرماش المنتهية إعارته لنادي تولوز الفرنسي، والسنغالي عبدالقادر مانغان المنتهية إعارته لسندرلاند الإنجليزي، حيث تتلقى إدارة النادي طلبات لضم أجانبها بشراء العقد أو الإعارة بيد أنها تفضل بيع عقودهم بالكامل لضم لاعبين جدد. ويعد سامي الجابر الاسم الأبرز لتولي الدفة الفنية للفريق الأول، ويدعمه في ذلك عدد من الشرفيين، يقابله معارضة بعضهم، إلا أن الجابر وضع خطة العمل الخاصة به محددا جهازه الفني المعاون له الذي سيكون أوروبيا، بجانب تحديد احتياجات الفريق في المراكز التي تحتاج لتدعيم بلاعبين محليين، إضافة لعرض عدة أسماء أجنبية وحدد مراكزهم وجنسياتهم وقيمة التعاقد معهم وتبقى فقط منحه الضوء الأخضر لبدء العمل. وكان خروج الفريق الهلالي من دوري الأبطال الآسيوي من دور 16 على يد لخويا القطري بتعادله الإيجابي 2-2 أمس الأول في الدوحة وخسارته ذهابا صفر -1 الأربعاء قبل الماضي في الرياض، قد فجر براكين الغضب في المدرج الأزرق وخرجت الجماهير الهلالية من كل حدب وصوب سواء الذين ساندوا الفريق بالدوحة أو عبر مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي للمطالبة باستقالة رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد وأعضاء إداراته وترشيح رئيس جديد ومنح الفرصة لرئيس آخر يلبي طموح المشجع الهلالي. ونادت الجماهير الهلالية بإيقاف ما أسمته بالعبث الإداري في النادي الذي تسبب في انفلات اللاعبين وعدم جديتهم ما أدى لتراجع مستوياتهم في ظل غياب الصرامة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وجعل من الفريق الأول حملا وديعا في مباريات الحسم بالذات، وخسارته المنافسة على الدوري مبكرا وخروجه المر من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال على يد الاتحاد، وأخيرا توديع دوري الأبطال الآسيوي. وبالرغم من أن الهلال حقق هذا الموسم لقب كأس ولي العهد من أمام الغريم التقليدي النصر وحل وصيفا لبطل دوري زين السعودي للمحترفين لكرة القدم، إلا أن هذه المعطيات لم تكن مقنعة للمدرج الأزرق الذي يطالب بحصة الأسد من البطولات المحلية، وما زال يجري خلف حلمه الأكبر دوري أبطال آسيا حتى ولو كان رصيد النادي البطولي يضم في سجلاته 6 ألقاب قارية بمختلف مسمياتها. وما زال المدرج الهلالي يتغنى بفريقه الذي قاده المدير الفني البلجيكي إيريك جيرتس 2010 بوجود رباعي أجنبي على مستوى عال ومحليين من فئة الخمس النجوم قدموا مستويات مذهلة وتمني النفس بأن يعود مستوى فريقهم لذاك الفريق المرعب للخصوم. ومن الغرائب التي حلت بالهلال في الفترة الأخيرة هو عدم تحقيقه لأي انتصار في شهر مايو الحالي، فقد خسر من الاتحاد ذهابا في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بثلاثة أهداف لهدفين وتعادل في الرياض وخرج من البطولة التي لم يحققها زعيم البطولات بنسختها الجديدة، كما أنه خسر من لخويا القطري 1 / صفر في الرياض وتعادل معه في الدوحة 2/2. ولكن الخروج في هذه المرة من فريق تأسس في 2009 وتمكن المدرب البلجيكي جيرتس من إسقاط فريقه السابق، متسببا في رفع سقف الضغوطات على الإدارة الحالية التي لم تحقق النتائج المرجوة خلال عامين خلت. ولا يزال الجميع يتذكر ماذا قدم البلجيكي جيرتس للفريق العاصمي إبان إشرافه عليه في نفس العام الذي تأسس فيه فريقه الحالي لخويا القطري ووصل به إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا أمام ذوب أهان الإيراني وخسر ذهابا وإيابا بنتيحة واحدة وهي هدف دون رد، ولكن الهلال خرج بشرف للعناصر الاجنبية التي كانت في صفوفه بعكس العناصر الموجودة حاليا مع الفريق التي لم تقدم أي شيء يذكر طوال الفترة الشتوية التي تم التعاقد معها.