عندما اختار سامي الجابر، خوض تجربته الفنية مساعد مدرب مع نادي أكسير الفرنسي، كان حريصا على الاستفادة من تلك المحطة لتكون بمثابة الانطلاقة نحو عالم التدريب والسير بخطى ثابتة، سعيا لتسجيل نجاح شخصي جديد يماثل ما حققه كلاعب في ناديه الهلال، الذي حصد معه 24 لقبا محليا وخارجيا، بجانب رصيد عريض من المباريات الدولية "163" والإنجازات مع المنتخب السعودي الأول وأبرزها نيل كأس أمم آسيا وكأس الخليج في مناسبتين 1994 و2002 والمشاركة معه في أربعة مونديالات عالمية متتالية 1994، 1998، 2002 و2006، كان قائدا ل"الأخضر" في الأخيرين، ومسجلا ثلاثة أهداف في ثلاثة منها ليدون اسمه مع نجوم عالميين كبار. خيار موقت أمام هذا التاريخ الكبير من الإنجازات لم يفكر الجابر في التوقف والخلود للراحة والاستجمام كما يفعله كثيرون، بل واصل الطريق خارج العشب الأخضر، واختار الاتجاه للعمل الإداري في الهلال، وبدأ مهمته كمدير عام فريق كرة القدم بالنادي صيف 2008، واستمر في منصبه لأربعة أعوام متتالية أسهم خلالها في تحقيق 6 بطولات، بيد أن فضل بنهاية موسمه الأخير خوض تجربة التدريب كمساعد للمدرب التشيكي هاشيك، ويبدو أن المهمة استهوته ليفضل بعدها سلك الطريق الجديد رافضا العودة إداريا. مخاوف هلالية منذ نهاية الموسم المنصرم كانت رغبة الجابر ملحة أن يبدأ مسيرته التدريبية مع الهلال، واجتمع مرارا وتكرارا مع مسيري البيت الأزرق وعدد من الأعضاء الشرفيين الداعمين للنادي، وقدم لهم ضمانات بتوفير طاقم فني على مستوى عال يكون هو على رأسه، بيد أن الغالبية رفضوا توليه المهمة خوفا من فشله مع الفريق الذي كان وقتها يبحث عن مدرب خلال الصيف الماضي، واستغرق ذلك وقتا طويلا حتى بدأ العد التنازلي للموسم المنصرم ليتم التوقيع مع الفرنسي أنطوان كومبواريه، الذي رحل بالإقالة من منصبه بنهاية يناير الماضي لسوء الأداء والنتائج، وتم تنصيب مدرب الأولمبي، الكرواتي دالاتش زلاتكو، وكان لسان حال المشجع الهلالي "ليت سامي كان مدربا". تجربة أولى وبوجه شاحب كان يمتلئ حزنا وحسرة بعد أن يئس من إمكانية قيادته للدفة الفنية لعشقه الأول، بحث الجابرعن خوض تجربة في أوروبا لعلها تكون الانطلاقة الحقيقية وإثبات قدراته للهلاليين، وتوجه نحو فرنسا للتوقيع مع نادي أوكسير الفرنسي كمساعد للمدرب في يوليو الماضي، مدونا اسمه كأول مدرب خليجي في القارة "العجوز". وفي وقت ينتهي عقد الجابر مع النادي الفرنسي بنهاية منافسات الدوري هناك في 24 مايو المقبل، تتداول أخبار رسمية عن إمكانية توليه منصب المدير الفني للفريق الأول بنادي الهلال بجانب اسمين تتم المفاضلة بينهما حاليا، بيد أن الجابر رفض التعليق على هذه الأنباء، مفضلا تأجيلها خاصة مع سريان عقده مع النادي الفرنسي ورغبة منه في توفير الأجواء المناسبة للفريق الذي يخوض دور ال16 لدوري الأبطال الآسيوي أمام لخويا القطري. المحطة الأهم وكشف الجابر في حوار مطول مع صحيفة "الرؤية" الإماراتية عن رغبة مسؤولي أوكسير في تمديد عقده، منوها بأنه لم يتخذ القرار بعد "أنا مدرب محترف وجاهز لأية تجربة تدريبية"، مبينا أنه استفاد كثيرا من التجربة الفرنسية "كانت من أهم محطات حياتي، لأنني بدأت من الأساسيات بالمراحل السنية وفي مراحل عدة، واختصرت مسافات كبيرة، ومهما كان عندي من خبرة ومعرفة كنت أحتاج الأساس"، واستطرد: "استفدت من التنظيم في فرنسا، ولا أعني بالتنظيم الحضور في وقت معين، ولكن على مستوى أكبر، والنظرة لمختلف الأشياء في وقت واحد، ناهيك عن العام الذي قضيته، كل هذا يجعلني أقول إنني جاهز لأخوض أية تجربة سواء مع ناد محلي أو خارجي ومستعد لتحمل المسؤولية". تحد خاص كل هذه التصريحات تأتي إشارة من الجابر ورغبته الجادة في تولي الدفة الفنية للفريق الأزرق بالذات، خاصة وأن تلميحاته تكررت في أكثر من وسيلة إعلامية عندما سبق وأن قال: "أتشرف بخدمة الهلال وهذا يعد تحديا خاصا، الفرصة موجودة للتدريب، لكن لن تكون أفضل وأروع وأجمل من أن أكون بنادي الهلال الموسم المقبل".