فيما تقاذفت أمانة المدينةالمنورة وفرع وزارة المياه المسؤولية عن غرق حي الجرف الغربي، كشفت أزمة انقطاع المياه التي شهدتها المدينةالمنورة خلال الشهرين الماضيين عن أن التسرب الناتج من شبكة المياه المحلاة وراء تجمعات المياه في الحي. وأكد عدد من أهالي الحي ل"الوطن" أن تجمعات المياه انحسرت شيئا فشيئا مع استمرار انقطاع المياه، حتى جفت نهائيا، مضيفين أنها بدأت في الظهور بعد عودة المياه المحلاة مرة أخرى. وأشار المواطن عبدالمحسن الحربي، أحد سكان الحي، إلى أن أمانة المنطقة وفرع وزارة المياه لم يستطيعا تشخيص مشكلة تسرب المياه التي تحاصر المساكن. وأضاف أنهما اكتفيا بتراشق المسؤولية، واستخدام بعض الحلول البدائية مثل عمليات سحب المياه بشاحنات وإبعادها لمجاري الأودية القريبة، وقيام فرق الرش بمكافحة تجمعات البعوض داخل الحي. ولفت إلى أن انقطاع المياه الذي شهده الحي لما يزيد على 60 يوماً كشف أنه لا علاقة للمياه الجوفية بمشكلة تسرب المياه، وأن السبب هو سوء صيانة أنابيب المياه المحلاة، وعدم كشف نقطة التسرب لمعالجة أنابيب المياه أسفل الأرض. فيما أكد المواطن سالم الشريف، أن سكان الحي عانوا كثيرا من تجمعات المياه، لافتا إلى أن شكواهم قوبلت بوعود المسؤولين بالأمانة والمياه بالحل السريع لتسرب المياه. وأفاد بأنهم صدموا لتضارب الآراء بين الفنيين والمهندسين عن تشخيص السبب الرئيس في غرق الحي بالمياه، قائلا "بدا جليا أن أنابيب المياه المحلاة هي السبب في ذلك"، مطالباً المياه بتتبع شبكة الأنابيب ومعالجتها. من جانبه، أرجع مدير عام المياه بمنطقة المدينةالمنورة المهندس صالح جبلاوي، في رده على استفسارات "الوطن" في وقت سابق، تجمع المياه بالحي، إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية محملاً وزارة الشؤون البلدية والقروية متمثلة في أمانة المنطقة مسؤولية معالجة ارتفاع المياه الجوفية. إلى ذلك، كشف وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، أنه سيتم تعزيز كميات المياه المحلاة المصدرة إلى المدينةالمنورة من محطة التحلية بينبع خلال أسبوعين، وذلك بعد تشغيل إحدى الغلايات بمحطة التحلية بطاقة تقدر بحوالي 70 ألف متر مكعب يومياً. كما ستزداد كميات المياه المنتجة من حقول آبار المديرية العامة للمياه بمنطقة المدينةالمنورة بحوالي 30 ألف متر مكعب يومياً قبل دخول شهر رمضان المبارك. وأكد الوزير أن الزيادة ستسهم في تقليص العجز في إمدادات المياه للمدينة المنورة وتوفر حاجة المواطنين والمقيمين والزوار من المياه إلى حين الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثالثة من محطة تحلية المياه المالحة بينبع، التي ستلبي حاجة المنطقة من المياه حتى عام 1450 ويتوقع دخولها الخدمة في الربع الرابع من عام 2017. وأوضح أنه يُنفذ حالياً (شيب) جديد لتعبئة الصهاريج بجوار الخزانات الاستراتيجية في (قباء) بطاقة استيعابية تصل إلى خمسين صهريجا في وقت واحد. وسيُفتتح قبل شهر رمضان المبارك لمواجهة الطلب على المياه خلال أوقات الذروة والمواسم.