فيما أشغلت جودة مخرجات كليات الطب، وخصوصا في الجامعات الناشئة، معظم الأكاديميين والمهتمين في هذا الشأن مؤخرا، أتت بنود أول وثيقة موحدة لسنة الامتياز مشتملة على كل ما يهم أهداف ومخرجات برنامج الامتياز، وطرق التدريب المقترحة، وكذلك حقوق وواجبات الطبيب، وآلية التدريب ومواعيده وبرامجه، إضافة إلى تقويم الأداء، والعطلات والإجازات. توحيد المخرجات الوثيقة التي حصلت "الوطن" على نسخة منها، جاءت نتيجة الاتفاق بين عمداء كليات الطب بالمملكة، وقدمت لوزير التعليم العالي للموافقة عليها واعتمادها لدى كليات الطب بالمملكة، فيما كشف أمين عام لجنة عمداء الطب بالمملكة الدكتور عبدالمنعم الحياني، أن اللجنة وضعت إطارا عاما موحدا لسنة الامتياز لكليات الطب في المملكة، مبينا أن عمداء كليات الطب عرضوا من خلال لجان فرعية درست الموضوع ووضعوا تصورا موحدا للبرنامج، مردفا أن أكثر اللوائح السابقة في الكليات كانت غير موحدة، كما أن الجامعات الناشئة لم تكن لديها لائحة لسنة الامتياز، مشيرا إلى أن هذه الوثيقة تعتبر أول وثيقة لسنة الامتياز يتم الاتفاق عليها من عمداء كليات الطب لتوحيد مخرجات طلاب الامتياز ووضع إطار عام وموحد. وأشار الحياني أن تطبيق الوثيقة سيتم في السنة الأكاديمية القادمة، مؤكدا أنهم حرصوا أن تكون مرنة ليسهل تطبيقها والاسترشاد بها كون الجامعات تعتبر جهات مستقلة بذاتها.
كفاءة الممارسة وذكر الحياني أن الوثيقة نصت على أهداف ومخرجات تعمل على أن يكون طبيب الامتياز، عند الانتهاء من سنة الامتياز، قادرا على استخدام العلوم الطبية الأساسية والسريرية بكفاءة في ممارسة الطب، وذلك بأن يتمكن من تشخيص الحالات ومسبباتها ومعالجتها، بما في ذلك تعزيز الصحة والوقاية وإعادة التأهيل والمتابعة، كما تمت الإشارة إلى طرق التدريب المقترحة مثل: تطبيق محاور المهارات الخمس الدقيقة (Micro-skills)، وتطبيق محاور التدريس السريري (Microteaching) سواء أكان فحصا أو تشخيصا أو علاجا لحالة مرضية. وأوضح أنها وضعت آلية التدريب ومواعيده، إذ تقوم الشؤون الأكاديمية في كلية الطب برفع قائمة بأسماء الطلاب الذين أنهوا متطلبات التخرج إلى وحدة برنامج أطباء الامتياز بكلية الطب وعمادة القبول والتسجيل، وذلك بعد اعتمادها من قبل مجلس الكلية، كما ترفع الشؤون السريرية في كلية الطب قائمة بأسماء الأطباء الذين أكملوا فترة تدريب الامتياز بنجاح إلى عمادة القبول والتسجيل، ليتم منح طبيب الامتياز شهادة إكمال هذه الفترة ووثيقة التخرج.
تحقيق الرغبات وبين الحياني أنه وفقا للوثيقة، فإن تحقيق رغبات الطلاب في اختيار مستشفيات تدريب الامتياز بناء على آخر معدل تراكمي، مبينا بأن المواعيد المحددة لبداية سنة الامتياز هي الأول من كل شهر، ولا يجوز لطبيب الامتياز تأجيل التدريب إلا بعد موافقة اللجنة المشرفة – حسب ما نصت عليه هذه اللائحة – على أن يقضي هذه الفترة لاحقا بعدما ينهي جميع الدورات الأخرى، مشيرا إلى أنه لا يسمح بتغيير مواقع التدريب بعد صدور قوائم توزيع أطباء الامتياز إلا بعد موافقة رؤساء الأقسام المعنية وذلك في أضيق الحدود، مبينا أن طبيب الامتياز يقضي تدريبه في المستشفيات التعليمية التابعة للجامعة أو المتعاونة معها والمعتمدة من مجلس كلية الطب، حيث تقوم الشؤون السريرية بكلية الطب بتسجيل الطلاب في الدورات السريرية المقررة.
برامج وعطلات وعن برنامج التدريب ذكر الحياني أن لكلية الطب بناء على موافقة مجلس الكلية تحديد برنامج الدورات التدريبية السريرية بحيث تشتمل على التالي: الطب الباطني، والجراحة، وطب النساء والولادة، والأطفال، والطوارئ، وطب الأسرة والمجتمع، وتكون هناك فترة اختيارية على أن لا تقل فترة التدريب عن شهرين خلال سنة الامتياز. وبخصوص العطلات والإجازات، نصت الوثيقة أن تكون عطلة طبيب الامتياز 20 يوما خلال فترة التدريب، على أن لا تزيد على خمسة أيام خلال أي فترة من فترات التدريب، كما تمنح لطبيب الامتياز ما لا يزيد على عطلتين تعليميتين بحيث لا يتجاوز مجموعهما سبعة أيام، وذلك لحضور الأنشطة العلمية مثل المؤتمرات العلمية والدورات التدريبية، على أن يتقدم بطلب للمشرف على وحدة برنامج الامتياز قبل النشاط بشهر على الأقل، ويرفق ما يثبت تسجيله وقبوله في هذا النشاط التعليمي، كما أن عليه أن يثبت مشاركته في هذا النشاط بعد حضوره، وفي حال عدم إثبات مشاركته يخصم منه فترة مماثلة من عطلته السنوية، أو تمدد فترة التدريب لنفس المدة إذا استهلك عطلته الممنوحة له. وحول حقوق طبيب الامتياز، أشارت إلى أنه يحق له الحصول على عطلة لمدة خمسة أيام عمل خلال أحد العيدين بعد حصوله على موافقة القسم المعني، وفي حالة عدم تمكنه من التمتع بتلك الإجازة، فيحق له التعويض عنها بخمسة أيام بديلة خلال فترة الامتياز بعد أن يثبت ذلك بخطاب من القسم المعني موجه لوحدة الإشراف على أطباء الامتياز، وأما الإجازة المرضية وإجازة الأمومة فتعوض بما يماثلها من الوقت قبل منح شهادة إكمال التدريب. أما ما يخص تقويم أداء طبيب الامتياز، فإن عضو هيئة التدريس أو الاستشاري المشرف على تدريب طبيب الامتياز، يعد تقريرا عن طبيب الامتياز ويرفعه المشرف على أطباء الامتياز في القسم المعني إلى وحدة الإشراف على أطباء الامتياز، ويشتمل هذا التقرير على تقويم الحضور والانضباط والمقدرة المهنية، والعلاقة مع المرضى، والعلاقة مع الرؤساء والعلاقة مع هيئة التمريض.
تقويم الأداء كما نصت الوثيقة أنه على الاستشاري المشرف على تدريب أطباء الامتياز مناقشة التقويم النهائي معه بشكل إيجابي وبناء، وإطلاعه على جوانب القوة والضعف في أدائه واقتراح البرامج والسبل التي تساعده على تحسين مستواه في المستقبل ويجب أن يوقع طبيب الامتياز على نموذج التقويم بما يثبت مناقشة التقويم معه، ولا يعتبر هذا التوقيع موافقة على التقويم بل إثباتا لمناقشته معه. وبينت أنه إذا كان تقويم طبيب الامتياز غير مرض أو كان لدى القسم ملحوظات جوهرية على أدائه، فعلى القسم التوصية بإعادة فترة الامتياز التي قضاها في القسم أو جزء منه، كما يقوم طبيب الامتياز بتقويم القسم الذي يعمل به والاستشاريين الذين عمل معهم ويرفع هذا التقويم إلى لجنة الإشراف على أطباء الامتياز للاستفادة منه في تقويم التدريب وتوزيع المتدربين.
خطوة مهمة وذكر عميد كلية الطب بتبوك الدكتور توفيق غبرة أن الوثيقة تعتبر خطوة مهمة في تقنين المخرجات الطبية من خلال عمل الطلاب في سنة الامتياز، والتي تعتبر مرحلة مهمة ومكلمة لسنوات الدراسة ويجب أن يؤديها طبيب الامتياز بشكل متقن لتكون عمادة لطالب الطب في إكمال مسيرته التعليمية، مشيرا إلى أن الوثيقة وبما تحويه من توجيهات تساعد في توحيد الرؤية الشاملة لكليات الطب لتطبيق سنة الامتياز. وأشار مشرف وحدة أطباء الامتياز لكلية الطب بتبوك الدكتور عبدالله اليوسف، إلى أن توحيد المحاور الرئيسية ووضع وثيقة موحدة لسنة الامتياز هو مطلب أساسي ومهم وخطوة إيجابية، مؤكدا أن تدريب الطبيب هو حجر الزاوية في تقديم الخدمة الصحية. ويضيف اليوسف أن الوثيقة ستحافظ على مستوى متقارب للأطباء في النهاية، وهذا ما تطمح له أي دولة لتقديم خدمة طبية على أعلى مستوى، مبينا أنه كبداية خطوة ممتازة، متمنيا أن تطبق بشكل عام لتشمل جميع اللوائح والأنظمة التي تخص الأطباء.