مزيج فريد من الأجواء "العملية" و"الحميمية"، فرض على وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة خلال زيارته لمنطقة نجران يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، أن يخلع "البشت" ويرقص "الرزفة" مع الأهالي، ويلبس "الجنبية" النجرانية العريقة، ويستمتع بالأكلات الشعبية التي قدمت في حفل العشاء مساء الثلاثاء، في مقابل الوقوف على كل صغيرة وكبيرة في المشاريع الصحية بالمنطقة، والإنصات لمطالب الأهالي طيلة الزيارة، وفق ما رصدته "الوطن". وعلى مسافة 200 متر تفصل بين مقر حفل مديرية الشؤون الصحية الذي أقامته للوزير، والخيمة المخصصة للعشاء، كان الربيعة يسير بمعية الأهالي ويناقشهم، واقفا لما يزيد عن 45 دقيقة حول مطالبهم التي كان أبرزها الإبقاء على مشروع مستشفى نجران العام في مكانه الحالي، ما دعا الوزير إلى شرح ضرورة نقله تحوطا من الضرر البيئي الذي من الممكن أن يلحق بالسكان من وجود مستشفى ب200 سرير بينهم، واعدا أن تتم دراسة طلبهم قدر الإمكان، وفي لمسة إنسانية، وبينما كان الربيعة يحاور الأهالي عبر بالصدفة مواطن يضع "جبيرة" على الرقبة، فاستوقفه الوزير وسأله عن حالته؟ وأين تم علاجه؟ وما إذا كان لديه ملاحظات؟ فأجاب بأنه عولج في مستشفى الملك خالد، وأن وضعه الصحي جيد، شاكرا للوزير لطفه. وعند العاشرة عاد الربيعة إلى مقر إقامته، وفي بهو الفندق أكمل النقاشات مع المهتمين بالشأن العام في المنطقة وبعض المواطنين. وخلال زيارته لمستشفى الملك خالد الأربعاء بحضور أمير المنطقة الأمير مشعل بن عبدالله، توجه الوزير لصيدلية المستشفى، وسأل الصيادلة: ماذا لو جاءكم مريض حالته المادية ضعيفة، ويحمل وصفة لدواء باهظ الثمن ولا يوجد لديكم، ماذا تفعلون؟ فأجابوا: نوجهه لصيدلية خاصة. فرد الوزير قائلا: لا، عليكم أن تعيدوا المريض مع الوصفة الطبية إلى مدير المستشفى ليخاطب بدوره التموين الطبي لصرف الدواء مجانا.