تتصاعد في الآونة الأخيرة الدعوات لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران في أجهزة الإعلام الأمريكية وعلى لسان مسؤولين سابقين ومحللين بارزين وشخصيات عامة بالولاياتالمتحدة. وتمثلت آخر تلك الدعوات في تصريحات أدلى بها المدير السابق للمخابرات المركزية الجنرال مايكل هايدن الذي قال إنه يعتقد أن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران بات الآن أكثر احتمالا. وقال هايدن في مقابلة تلفزيونية أجريت معه في واشنطن أول من أمس إن من الواضح أنه مهما بذلت الولاياتالمتحدة من جهود دبلوماسية فإن طهران تواصل التقدم نحو امتلاك سلاح نووي، وإن ذلك يجعل المواجهة العسكرية واردة بأكثر مما كانت من قبل. وقال هايدن إنه يعتقد أن إيران ستواصل العمل في برنامجها النووي إلى النقطة التي تمتلك فيها كل مكونات القنبلة النووية دون أن تجمعها بالفعل. وتابع أن الوصول إلى تلك النقطة سيكون له أثر عميق على استقرار المنطقة والعالم وأنه سيغير كل الأسس الاستراتيجية في الشرق الأوسط. وكانت تقارير أخرى قد أشارت إلى حوار يدور الآن خلف الأبواب المغلقة في واشنطن حول التقدير الاستخباري المتعلق بقدرات إيران النووية. وكان من المقرر نشر التقدير العام الماضي، إلا أن ذلك تأجل حتى الآن لأسباب غير معلنة. وإذا ما جاء في التقدير أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تتفق على أن إيران تدير برنامجا نوويا عسكريا فإن ذلك سيحمل الماء إلى طاحونة الداعين لشن حرب ضد إيران وسيضع ضغوطا على الإدارة لقصف المواقع النووية الإيرانية. إلا أن واشنطن تؤجل نشر التقرير انتظارا لنتائج الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى العثور على حل سلمي لقضية البرنامج النووي الإيراني. وأشارت بعض التقارير إلى أن واشنطن تتابع عن كثب تجدد الوساطة التركية – البرازيلية مع إيران. إلى ذلك أقر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس حزمة عقوبات مشددة ضد إيران بسبب برنامجها النووي، تستهدف خصوصا قطاعها الغازي والنفطي. وأوضح مصدر أن "بند العقوبات على إيران أقر" من قبل الوزراء المجتمعين في بروكسل. وتستهدف أوروبا خصوصا بهذه العقوبات قطاعي الغاز والنفط. وتحظر أي استثمار جديد أو مساعدة فنية أو نقل للتكنولوجيا وخاصة في مجال تكرير النفط وتسييل الغاز. ومن المقرر أن يبدأ سريان معظم هذه العقوبات اعتبارا من اليوم مع نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي. وأعلنت الحكومة الكندية عقوبات جديدة بحق إيران تستهدف خصوصا قطاع الطاقة لديها. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تلقت رد طهران على أسئلة مجموعة فيينا في شأن اقتراح تبادل الوقود النووي الذي تقدمت به البرازيل وتركيا وإيران. في سياق أخر أعلن مساعد قائد القوات الجوية الإيرانية العميد محمد علوي عن إجراء مناورات جوية كبرى تبدأ في 31 من الشهر الجاري وتستمر لمدة أسبوع.