في غرة ربيع الأول من 1423، أعلنت شركة عن فوزها بعقد امتياز إنشاء واستثمار وتشغيل وصيانة سوق الخضار والفاكهة المركزي الجديد بمحافظة جدة بتكلفة 377 مليون ريال، ومنذ ذلك الحين والمشروع من تعثر إلى آخر، 11 عاما قضاها ذلك المشروع دون أن يرى النور، إلا ببضع هناجر وسور أحاط بالسوق الواقع على امتداد طريق الملك عبدالله شرق جدة. الحلقة الجديدة أو سوق الخضار المركزي، مشروع تم البدء في بنائه على أرض فضاء مساحتها مليون متر مربع على امتداد شارع الملك عبدالله شرق الخط السريع خصص منها 400 ألف متر مسطح لإقامة سوق جدة المركزي للخضار والفاكهة، بينما تم تخصيص باقي المساحة للخدمات المساندة من قبل المستثمر المالك للأرض وفقا للمخططات المعتمدة، وتؤول مساحة السوق إلى الأمانة بعد انتهاء مدة العقد وهي 25 عاما. مشروع السوق الجديد وحسب مصادر في أمانة جدة كشف أنه سيكون نموذجيا في آلية تقديم الخدمة لرواده من التجار والمواطنين بما يتناسب مع مستوى تطلعاتهم، وكشفت المصادر أن العمل بدأ حيث قامت بإزالة الأشجار والعقوم الترابية وتثبيت حدود المشروع على الطبيعة مساحيا والانتهاء من أعمال الموقع وبناء سور موقت بطول 3600 متر، كما تم الانتهاء من تنفيذ الأساسات والأعمدة والجدران الاستنادية لمناطق المعاشق وأعمال الردم بهذا الجزء، فضلا عن تنفيذ الأساسات والهياكل الحديدية بمنطقتي سوق التجزئة وأسواق الدواجن واللحوم والأسماك بعد أن تمت أعمال إحلال التربة بها، بالإضافة إلى الانتهاء من تنفيذ الأعمال الإنشائية (العظم) لمعظم مباني السوق. أطلال السوق جولة "الوطن" كشفت عن حال رثة يعيشها السوق المزمع إنشاؤه بعد أن انهارت أجزاء من سوره الخارجي، وبقي أطلالا لمشروع كان من المفترض أن يكون داخل الخدمة حاليا، طريق متهالك يقود لبوابة السوق الرئيسية من ناحية الجنوب وهي البوابة الوحيدة المتاح الدخول معها، عند البوابة لم يكن هناك سوى بضعة هناجر حديدية وضعت فيما يبدو للحرس لمنع الدخول أو الخروج، ولكن لا يوجد بها أحد، ومن البوابة يتضح حال المشروع حيث تهدمت أجزاء من السور الأسمنتي الذي يحمل شعار الشركة المستثمرة للمشروع بالإضافة إلى نفايات متناثرة حول المدخل. الدخول سهل للموقع فليس هناك ما يمنع، ولكن تبدو السوق المركزية الجديدة مجرد أكوام من الأسمنت والأساسات وبعض الهناجر التي وضعت قبل عدة سنوات ثم تركت للزمن حتى تنتهي مشكلة بنائه، التجول داخل السوق لا يوحي بأي تطور قادم، وحتى طريق الدخول والخروج الذي يلبس حلة رقيقة من طبقة أسفلت متكسرة، لا ينبأ بمستقبل جيد لهذا السوق الذي كان حلم لسكان جدة بأن يخرج السوق من مقره الحالي في حي الصفا شمال المحافظة. بجوار المدخل كانت هناك منازل شعبية و"بيت شعر" وبعض الهناجر المعدة فيما يبدو لسكن العمال، ولكن كل تلك المساكن كانت تبدو خالية من السكان ولم تطأها قدم بشر منذ فترة طويلة. مخاطر السيول المتحدث الرسمي لأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري كشف أن وقوع أجزاء من مخطط حلقة الخضار المركزية المزمع إنشاؤها شرق جدة ضمن مجاري السيول تسبب في إيقاف العمل فيها حتى يتم تعديل المخطط وحماية السوق من أخطار السيول، وقال النهاري إنه حالما يعتمد المخطط الجديد للسوق ستتم مباشرة العمل في إنشائه. من جهته أشار عضو المجلس بسام أخضر إلى أن مدينة جدة أصبحت تحتاج إلى سوق مركزي أكبر للخضار والفواكه، مع تزايد عدد السكان وتوسع أطراف المدينة، وأشار أخضر إلى أنه وبالرغم من العمل على تلافي السلبيات في السوق الحالي إلى أن هناك مشاكل لا يمكن تجاوزها إلا بنقل السوق إلى مكان أفضل، مشيرا إلى كثرة دخول الشاحنات وانتشار المستودعات بجانب السوق الحالي والفوضى المرورية الناجمة عن إغلاق كوبري بريمان وعدة أسباب أخرى، وأضاف بسام أن نقل السوق أصبحت ضرورة لأن جدة تستحق سوقا أكبر وأفضل من الموجود حاليا، وكشف عن أن هناك تعديلات كبيرة تم فرضها على المستثمر الجديد للسوق الحالي كان من أبرزها إنشاء المختبر وإلزام المستثمر بالتعاقد مع شركة نظافة وعودة العمل إلى السوق خلال 24 ساعة في حال الكوارث الطبيعية لا سمح الله.