ارتفع عدد الوفيات جراء الأمطار والسيول التي شهدتها مناطق المملكة إلى 24 شخصا، منهم 4 عثر عليهم في القصيموبيشةوالطائف أمس، ولا يزال البحث جاريا عن 7 مفقودين بينهم اثنان في الطائف، في حين حمّل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد المقاول مسؤولية انهيار "سد تبالة" في محافظة بيشة التي تفقدها أمس. وكان الدفاع المدني أعلن في بيان عصر أمس أن عدد الوفيات بلغ 20 شخصاً، فيما لا يزال البحث جاريا عن مفقود بحائل وآخر بخميس مشيط و3 في منطقة العقيق، موضحا أنه تم إنقاذ 641 شخصا وإيواء 894 آخرين. وبعد تفقده لمنطقة بيشة قال أمير عسير إن "مقاول مشروع سد تبالة، لم يكن على قدر المسؤولية حيث مضى على تسلمه للمشروع 6 سنوات، ولم ينجز منه إلا جزءا لا يكاد يذكر، وهذه غلطة كبرى من الوزارة". وبينما تواصلت أعمال الإغاثة في بيشة وتهامة شهران، تعيش 5 أحياء في "السيل الكبير" بالطائف في عزلة، في حين أطلق شبان حملة تطوعية لتقديم المساعدة. كثفت وحدات وفرق الدفاع المدني خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية من وجودها في المواقع المتضررة من الأمطار والسيول في جميع مناطق المملكة لسرعة مباشرة أي بلاغات عن المفقودين أو المحتجزين في هذه المواقع وتنفيذ عمليات الإخلاء والإيواء للمتضررين. وباشرت الوحدات منذ منتصف نهار أول من أمس وحتى عصر أمس أكثر من 3823 بلاغاً وإنقاذ 641 شخصا، وتم إيواء 894 فردا، فيما بلغ عدد الوفيات 24 شخصاً في كل من القصيم (1) وشمال الطائف (2) الخرج (3) والأفلاج (3) والحريق (1) والمجمعة (1) والعقيق (5) والحوية (2) وكلاخ (2) والمدينةالمنورة (1) والقويعية (1) وواديي ترج و"عجمة ثملا" بمحافظة بيشة (2)، فيما لايزال البحث جاريا عن مفقود واحد بمنطقة حائل ومفقود بخميس مشيط وثلاثة مفقودين في العقيق ومفقودين في الطائف. وتمكنت وحدات الدفاع المدني في محافظة المجاردة بمنطقة عسير من إنقاذ شخصين جرفتهما السيول المنقولة في وادي يبة، بالإضافة إلى إنقاذ عدد من المواطنين احتجزتهم مياه الأمطار داخل سيارتين غرب هجرة ابن عجلب المجاردة. كما تم نقل حالتين مرضيتين من قرية المحالة شرق وادي ترج إلى مستشفى "ترج العام" باستخدام إحدى الطائرات العمودية لطيران الأمن، إلى جانب مباشرة حالة "تغريز" مركبات في أودية تبالة وبيشة وترج. وبلغ عدد البلاغات التي تلقاها الدفاع المدني بعسير (2293) بلاغاً، وفي منطقة الحدود الشمالية تمكنت فرق الدفاع المدني مساء أول من أمس من إنقاذ أحد الأشخاص وطفلة بعد أن احتجزت مياه الأمطار سيارته بمنطقة صحراوية جنوب غرب محافظة رفحاء. وتعاملت فرق الدفاع المدني في منطقة نجران مع مشكلة انقطاع الاتصالات في عدد من أحياء مدينة نجران، باعتماد خطة بديلة لتلقي البلاغات وتوجيه الوحدات الميدانية عبر الخطوط الساخنة والأجهزة اللاسلكية بعد تقسيم المدينة إلى مربعات ونشر الدوريات الثابتة والمتنقلة فيها لتلقي البلاغات وطلب الاستغاثة ونقلها إلى غرف العمليات. وباشرت أكثر من 10 فرق ووحدات ميدانية للدفاع المدني بمحافظة الطائف إنقاد وإخلاء 82 أسرة يبلغ عدد أفرادها 496 شخصا من المواقع المتضررة بمركز السر وعدد من المراكز الأخرى باستخدام الطائرات العمودية التابعة للطيران الأمني بعد أن غمرت مياه الأمطار منازلهم، وتم تسكينهم في عدد من الشقق والوحدات المفروشة، وتأمين كل ما يلزمهم من خدمات الإعاشة والرعاية الصحية، كما واصلت لجان الدفاع المدني الفورية أعمالها في حصر الأضرار وإعادة الأوضاع. وتلقت عمليات الدفاع المدني بمنطقة الباحة حتى منتصف نهار أمس نحو 800 بلاغ شملت 53 عن احتجازات داخل المركبات وتغريز سيارات، بالإضافة إلى الحوادث المرورية. وعقدت اللجنة الفورية اجتماعاً لمتابعة آثار الأمطار على مدينة الباحة ومحافظة بلجرشي وقرى المندق والعقيق وقلوة بعدما تسببت الأمطار في سيول في 28 واديا، وما نتج عن ذلك من احتجاز عدد من العائلات في وادي "المرية". وتمكن رجال الدفاع المدني بالمدينةالمنورة طوال الساعات الأربع والعشرين الماضية من مباشرة أكثر من 234 بلاغاً, منها 20 عن حالات الاحتجاز للمركبات بمحافظة "الحناكية"، وتمكنت إحدى فرق الدفاع المدني بالحناكية من إنقاذ أحد المختلين عقلياً بعد أن جرفه السيل ضمن أكثر من 43 شخصاً تم إنقاذهم. وأهابت المديرية العامة للدفاع المدني بجميع المواطنين والمقيمين إلى عدم المخاطرة والخروج للتنزه أثناء هطول الأمطار والتواجد في المناطق القريبة من الأودية والمستنقعات ومجاري السيول والسدود والالتزام بإرشادات وتعليمات الدفاع المدني في هذا الشأن. من جهة أخرى حذر مدير الدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة، اللواء زهير أحمد سبيه، المواطنين والمقيمين من التخييم داخل بطون الأودية خلال هذه الأيام، حتى لو كانت الأجواء مستقرة؛ لاحتمال وصول سيول منقولة من مناطق بعيدة. كما دعا إلى الابتعاد عن الأودية والشعاب، وعدم محاولة قطع هذه الأودية أثناء جريان السيل مهما كانت قوته، وعدم الاعتماد على سيارات الدفع الرباعي أو غيرها في تجاوز الأودية، إذ إن قوة السيل لا يمكن لأي آلية مهما كانت قوتها أن تقطع السيل. وأوضح سبيه في تصريح إلى"الوطن"، أن معظم حوادث الاحتجازات التي باشرتها فرق الدفاع المدني بالمنطقة، وكان معظمها بمحافظة الحناكية والمراكز التابعة، كانت لأسر تم إنقاذهم بفضل من الله، مشيرا إلى أن المركبات التي تم استخراجها كانت في بطون الأودية. وألمح إلى أن المديرية العامة للدفاع المدني تحذر دائما المواطنين والمقيمين من الاقتراب من مجاري الأودية والسيول، وعدم محاولة قطع الأودية أثناء جريان السيول خلال مدة هطول الأمطار. وبين أن المواطن أصبح على قدر كبير من الوعي بالأخطار التي يمكن التعرض لها، مشيرا إلى أن عددا قليلا يتجاهلون هذه التحذيرات، فيعرضون أنفسهم وعائلاتهم للخطر. كما دافع المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني العقيد عبدالله الحارثي، عن الدور الذي قامت بها الفرق الإنقاذية التابعة للجهاز خلال مباشرتها السيول التي ضربت عددا من مناطق المملكة، معتبرا أن اتهام "الدفاع المدني" بالتأخر في مباشرة البلاغات "أمر كبير.. وغير صحيح". واعتبر العقيد الحارثي في تصريحات ل"الوطن" مبادرة الشباب بإخراج المحتجزين قبل وصول قوات الدفاع المدني بأنها "نابعة من الشهامة والنخوة التي يتمتع بها المواطنون، في مساعدة إخوانهم المواطنين، وهو جهد يشكرون عليه"، متمنياً أن تكون هناك آلية متبعة في التدخل والمساعدة حرصاً على سلامة المواطن الذي يكون في موضع الخطر في تلك اللحظات. وكشف العقيد الحارثي عن استحداث إدارة تعنى بشؤون المتطوعين، بحسب مواقعهم واحتياجاتهم، إضافة إلى نوعية المتطوع وتخصصه، سواء كان طبيباً أو مسعفاً أو مختصاً بالخدمات الميدانية، مشيراً إلى أن كل شخص يوضع حسب تخصصه في الموقع المناسب، كما أنهم يعدون برامج بهذا الخصوص، حيث يوجد لديهم حتى الآن أكثر من 13 متطوعاً. وأوضح أن مهمة الدفاع المدني هي تلبية النداء والاستغاثة في الوقت والزمان المحددين، وفي اللحظات الأولى، وتتم مباشرتها على الفور، لأن هذا الأمر يعد العمل الأساسي والرئيس لمديريته، لافتاً إلى أن الحوادث تختلف في ظروفها من مكان إلى مكان ومن بيئة إلى بيئة. وأكد أنه يوجد الآن في كل محافظة وفي كل مدن المملكة إدارة تسمى "إدارة تحليل المخاطر"، التي بدورها تشرف على الفرق الميدانية المنتشرة في مواقع الخطر، أو الأماكن التي تشكل خطورة، حيث بدأ العمل بها منذ الخميس الماضي، وقد وضعت خطة انتشار لأكثر من 700 فرقة على مستوى المملكة، سواء في الأودية والشعاب وغيرها من الأماكن الخطرة. ولفت إلى أن هناك بعض الحوادث التي باشرها مواطنون قبل وصول الدفاع المدني، وهو أمر وجهد يشكر عليه المواطن، نافياً أن يكون هناك أي تأخر من قبل فرق الدفاع، وقال "التأخر يعد كلمة كبيرة بحق الدفاع المدني، وهو أمر غير صحيح بل واجبنا هو تلبية النداء وسرعة الاستجابة، ولم يثبت لدينا أي تأخر من قبل الفرق". وفيما شيعت الباحة أمس ضحايا العائلة التي جرفها السيل بوادي اللحيان بمنطقة الباحة، مازال البحث جاريا عن 4 مقيمين مفقودين بوادي عشب بمحافظة العقيق، عقب انتشال جثة مفقود بوادي المزرع صباح أمس. إلى ذلك، واصلت الأمطار العزيرة أمس هطولها على منطقة الباحة وسط استنفار أمني من الجهات المعنية بالمنطقة