فيما وجه أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله كافة الإدارات الحكومية المعنية في المنطقة لاتخاذ كافة الإجراءات العاجلة لمعالجة آثار الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة يدمة لليوم الرابع على التوالي، عزلت تلك الأمطار المحافظة التي تبعد 200 كلم عن مدينة نجران تماما، وكشفت سوء تنفيذ كافة مشاريع البنية التحتية، خاصة الطرق والبلدية والكهرباء.."الوطن" وصلت عبر طريق محفوف بالمخاطر إلى المحافظة ورصدت الحالة الإنسانية السيئة التي يعيشها الأهالي. طرق في قلب الأودية إذا أراد أي شخص التوجه من من نجران إلى يدمة فإن عليه أن يسلك واديا يدعى الساري، حيث سرنا في هذا الطريق لمسافة 80 كلم، وكنا كمن يمشي إلى المجهول نتيجة ما أحدثته الأمطار والسيول من تلفيات كبيرة واقتطاع أجزاء واسعة من الإسفلت الحديث البناء، حيث يوجد عدد من السيارات التي سقطت في فخ الطريق من جراء الأمطار، ولا يزال مصير قائديها مجهولا. غياب عبارات التصريف على امتداد هذا الطريق يندر وجود "المزلقانات" والجسور وعبارات تصريف المياه حتى تصل إلى محافظة يدمة، وهو الأمر الذي يفسره مدير إدارة الطرق والنقل بمنطقة نجران المهندس ناصر بجاش الذي التقته "الوطن" أمس خلال تفقده لأضرار الأمطار في المحافظة، بأنه لم يكن في الحسبان أصلا منذ زمن بدء الدراسات لتنفيذ المشروع، "وهذا قضاء الله وقدره.. حيث أستطيع تسمية ما حصل في محافظة يدمة بالفيضانات الكبيرة التي خرجت عن سيطرة الجميع"، وعن الألويات التي سيتخذها أثناء زيارته ليدمة قال: أولا سوف نقوم بتنظيف الطريق حتى نسمح بعملية الخروج والدخول إلى المحافظة، ومن بعدها سيتم عمل دراسة كاملة عن وضع الطرق في المحافظة وتقييمها ومن ثم إعادة تأهيلها بطرق علمية مدروسة. رصد أوضاع المدارس استغل مدير عام التربية والتعليم بمنطقة نجران ناصر المنيع عملية تعليق الدراسة في مدارس البنين والبنات أمس في المحافظة ليقوم بزيارة ميدانية إلى عدد من المدارس، حيث أثبتت الأمطار تنفيذ عدد من تلك المدارس في بطون الأودية، وهو ما أحدث بها أضرارا نتيجة حفر السيول لقاعدة تلك المدارس، مما قد يؤثر على البناء في أي لحظة. وأكد المنيع أنه سيتم التنسيق مع الجها الخدمية المختصة لعمل حل جذري تجاه إقامة حواجز قوية لدرء أخطار السيول عن تلك المدارس. 20مفقودا واحتجاز لطالبات أصدر الدفاع المدني في المنطقة بيانان صحفيا جاء فيه على لسان الناطق الإعلامي المقدم علي بن عمير الشهراني: هطلت أول من أمس أمطار غزيرة على محافظة يدمة وقطن وثار وحبونا وحمى ومركز بئر عسكر، وامتدت من الرابعة عصرا حتى منتصف الليل، حيث احتجزت الأودية في محافظة يدمة عددا من المركبات وحاصرت عددا من المنازل.. وتلقى الدفاع المدني أكثر من مئتي بلاغ، وباشر احتجاز أكثر من 25 مركبة، وقام بإيواء أكثر من مئة وعشرين عائلة تجاوز عدد أفرادها 700 شخص تقريباً. وأضاف: احتجزت السيول باصا مخصصا لنقل طالبات جامعة نجران به 13 طالبة في وادي وسط التي يقع قبل محافظة يدمة، وقد قام الدفاع المدني بإجلائهن للمنازل حتى صباح اليوم.. حيث جرت إعادتهن إلى ذويهن بمحافظة يدمة. وأكد الشهراني فقدان الدفاع المدني سيارتين أثناء الإنقاذ، حيث حاصرتهما السيول في موقعين مختلفين وقد نجا طاقمهما، كما جرف السيل سكن شركة منوه للمقاولات بعين نعام التابعة ليدمة وبه 20 عاملاً ,تم إخراج 16 منهم من قبل الدفاع المدني وأربعة كانوا مفقودين، حيث تم العثور عليهم في أوقات ومواقع مختلفة وهم بصحة جيدة، حيث جرى نقلهم للمستشفى للاطمئنان على صحتهم. كما وصل طيران الأمن لمسح المواقع المتضررة وتقديم العون عند الحاجة. وكان وكيل الإمارة ومدير الدفاع المدني بنجران اللواء ناصر سعيد عسيري مرافقين للمسح الجوي.. يأتي ذلك في ظل تذمر عدد من سكان المحافظة من جراء ما وصفوه بنقص البنية التحتية والتنفيذ السليم لمشاريع محافظة يدمة الذي أدى إلى ما سموه بالكارثة.