قام سعوديون من الدارسين في عدد من الجامعات البريطانية بزيارة للبرلمان البريطاني، تعرفوا خلالها على آلية صناعة القرار، والشؤون المرتبطة به، واستمع الطلاب لمحاضرة عن البرلمان تلتها جولة في مجلسي العموم واللوردات، وقاعة الويستمينستر التاريخية، والجناح الملكي. وتأتي الزيارة في إطار الأنشطة الثقافية التي تنظمها الأندية السعودية، حيث يعد البرلمان من أبرز المعالم التي ترمز للسياسة، والتشريع وصناعة القرار قي المملكة المتحدة. ودارت بين الطلبة والمعنيين داخل البرلمان حلقة نقاش، تم خلالها التعريف بالهيكلة العامة للبرلمان، وأنواع الأحزاب وطريقة توزيعها، وعدد مقاعدها، إضافة إلى الانتخابات التي تعقد كل خمسة أعوام، وطريقة سيرها بدءا بالترشح في اليوم الأول، مرورا بالتصويت، ثم إعلان الفائزين، وتعيين رئيس جديد لمجلس الوزراء، وزيارته للقصر الملكي للحصول على موافقة الملكة على قيادة الحكومة، وهو إجراء اعتادت عليه الثقافة السياسية البريطانية. وسلطت المحاضرة الضوء على مراحل وعملية صناعة القرار داخل البرلمان، وآلية التشريع، وسن القوانين الجديدة، وكيفية التصويت عليها، ثم تطبيقها لاحقا، إضافة إلى نظرة تاريخية على الهيكلة القانونية في البلاد، والفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية، والقضائية، والتشريعية. وتعرف الطلاب على الفرق بين مجلس العموم المنتخب مباشرة من الشعب، ومجلس اللوردات الذي يتم تعيين جميع أعضائه من قبل الملكة، أو رئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى اللجان المختلفة، وأدوارها في كلا المجلسين، ودور كل مجلس في تبني واقتراح القوانين، والتصويت عليها، وطريقة مراجعتها ومناقشتها، وتنقيحها، ثم الموافقة عليها، واعتمادها من قبل الملكة. وشرح المحاضر عمل السلطة التنفيذية، وهي الحكومة، وقدم معلومات عن الوزارات، وأدوارها، وعلاقتها المهمة والحيوية بالبرلمان، ووضح مهمة رئيس مجلس الوزراء، وكل وزير خارج البرلمان ضمن الحكومة المشكلة، وكذلك دورهم داخل البرلمان على أساس أن رئيس مجلس الوزراء وجميع الوزراء يحملون بنفس الوقت عضوية البرلمان، وذلك من أجل تسهيل عملية المساءلة والمحاسبة لهم عند الحاجة. كما تم التطرق لطبيعة عمل كل عضو خارج المجلس، وذلك في دائرته الانتخابية، حيث يقابل المواطنين، ويستقبل الاقتراحات والطلبات الخاصة بتعديل أو اقتراح قوانين جديدة من أجل عرضها على الأعضاء، حيث يمضي العضو أيام عمله متنقلا بين مدينته والبرلمان. وخلال الجولة تفقد الطلاب مباني البرلمان الرئيسية بمرافقة أحد الموظفين، الذي تحدث عن تاريخ هذه المباني، حيث يكون التشريع في مجلسي العموم واللوردات، بينما الجناح الملكي مخصص للملكة عند حضورها، وإلقاء كلمتها السنوية أمام الأعضاء، أما قاعة الويستمينستر، والتي يرجع تاريخ بنائها إلى ألف سنة تقريبا، فهي القاعة الرئيسية التي تنظم فيها الاحتفالات، أو مراسم العزاء لأفراد العائلة الملكية، أو أحد رؤساء مجلس الوزراء السابقين. ولفت الطالب نايف محمد إلى أن الاطلاع على الحياة السياسية البريطانية أفاده كمقيم في بريطانيا للدراسة، حيث إن الإلمام بهذه المعارف يزيد من وعي المبتعث عما يدور حوله في الشارع، وما ينشر في الصحف، وما يعرض بالتلفزيون.