الذئبة الحمراء هو مرض من أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم جهاز المناعة لأسباب غير معروفة بإنتاج كميات كبيرة من الأجسام المناعية المضادة التي تهاجم أعضاء الجسم ذاته، وينشأ عن هذا التهابات مزمنة وأضرار تلحق بعض هذه الأعضاء مثل الكلى وخلايا الدم والجلد والمفاصل والجهاز العصبي. وتوجد نظريات متعددة لأسباب حدوثه تشمل تأثير الهرمونات أو المسببات البيئية على أشخاص لديهم استعداد وراثي لاضطرابات المناعة الذاتية، فتنبعث الأجسام المضادة من الخلايا اللمفاوية ومعظمها يستهدف الحامض النووي DNA. وتختلف معدلات الإصابة بهذا المرض عالمياً بحيث تكون واحد في المائة ألف في بعض المناطق، وقد تصل إلى واحد في الألف في مناطق أخرى، والمرض نادراً ما يحدث قبل سن 5 سنوات، وتكون معدلات الإصابة قليلة جداً بين سن الخامسة إلى سن الثامنة، وهناك بعض الحالات النادرة التي تم تشخيصها في السنة الأولى من العمر، وتكثر الإصابة في الإناث عنها في الذكور حيث تكون النسبة قبل البلوغ 4 : 1 ترتفع إلى 8 : 1 بعد هذه الفترة. وتشمل الأعراض المميزة للمرض، وجود طفح جلدي أحمر اللون بالوجه على الوجنتين وعظمة الأنف على شكل فراشة، يبدأ ظهوره نتيجة التعرض لأشعة الشمس ويتم تشخيصه خطئاً كحرق شمسي ثم تظهر بقية الأعراض، بالإضافة إلى وجود نفس الطفح السابق على الأصابع والكفين وبطن القدمين، أو حدوث نزيف تحت الجلد، هذا بجانب برودة وزرقة أصابع اليدين والقدمين (ظاهرة رينود)، ومن المحتمل أن يتساقط الشعر بصورة مضطردة، وقد تحدث قروح والتهابات بالأغشية المخاطية بالفم والأنف وبالأطراف تسبب آلاماً والتهابات بالمفاصل والأوتار والعضلات وتشوه العظام، نتيجة تأثر الأوعية الدموية المغذية لها أو كعرض جانبي لبعض العلاجات المستخدمة. ومن أعراض المرض أيضاً التهاب الأغشية المحيطة بالرئتين والقلب والغشاء البريتوني وحدوث ارتشاح بهذه الأغشية مثل الاستسقاء، أو حدوث تضخم بالكبد أو الطحال أو الغدد الليمفاوية، أو أن تتعرض الكلى لفقدان البروتينات مع البول وتورم الجسم (الأوذيما الكلوية) وارتفاع ضغط الدم على النحو الذي يخل بوظائف الكلى مع مرور الوقت، ومن الممكن أن تصيب الذئبة الحمراء أيضاً الجهاز العصبي أو القلب أو الرئتين أو الجهاز الهضمي. وفيما يتعلق بأساسيات العلاج، يؤكد الأطباء على أنه من الضروري تجنب التعرض للشمس مباشرةً قدر الإمكان واستخدام المركبات الموضعية المانعة لتأثير الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها أ و ب (UVA & UVB) وكذلك الملابس والأدوات الواقية من أشعة الشمس الضارة. فضلاً عن تجنب الإجهاد والإرهاق الزائد وأخذ قسط كاف من النوم والراحة وخصوصاً خلال نوبات نشاط المرض، وأن يكون الغذاء المقدم للمريض نظيفاً وخالياً من الميكروبات، حيث إن العلاج عادةً ما يشتمل على الكوريتزون ومثبطات المناعة مما قد يزيد فرص العدوى الميكروبية، بالإضافة إلى عدم الإفراط في تناول الطعام لتجنب السعرات الحرارية والسمنة، وتقليل الملح في الأكل (المخللات وأكياس البطاطس واللب والسوداني المملح ...إلخ) الذي قد يسبب ارتفاع ضغط الدم وتورم الجسم مع عقار الكورتيزون). وفي نفس الإطار، يجب أن يحتوى الغذاء على نسب كافية من الكالسيوم (منتجات الألبان) والفيتامينات المضادة للأكسدة وبعض المعادن مثل السيلينيوم والمغنسيوم والبوتاسيوم، وكل هذه الفيتامينات والمعادن متوافرة بكثرة في الخضروات والفواكه، كما وجد أن بعض الزيوت مثل زيت الزيتون تحتوى على بعض الأحماض الدهنية غير المشبعة التي يحتاج إليها مرضى الذئبة الحمراء. ومن المهم أيضاً العناية بالنظافة الشخصية للمريض حيث تكثر العدوى بالفطريات في الجلد والأظافر والأغشية المخاطية، وإبلاغ الطبيب بأي شكوى عارضة مثل العدوى الميكروبية أو الفيروسية أو الصداع أو تغير شكل ولون البول حتى يتمكن من علاجها أولاً بأول، وبالنسبة للأطفال صغار السن ممن يتناولون الكورتيزون فإنهم يكونون عرضة أكثر من غيرهم لهذه العدوى، ومن ثم يجب مراعاة عدم اختلاطهم بأي شخص مصاب وخصوصاً في الأماكن المغلقة سيئة التهوية.