تصدت إحدى الجماعات الأهلية وبدعم من الأهالي، لمبادرة تهدف لتنظيف وترميم حمام أبو لوزة الأثري، الذي يعتبر أحد أبرز المعالم السياحية في القطيف، بالتزامن مع يوم التراث العمراني العالمي، بعد أن تعرض الحمام لخطر الانهيار، إثر العاصفة القوية التي تعرضت لها المنطقة الشرقية أول من أمس، وتسببت في سقوط إحدى أشجار النخيل على المبنى الذي يعاني أصلا من التصدع، مما جعله معرضا للانهيار الكلي. وتسعى جماعة "قطيف الغد"، وبالتعاون مع هيئة السياحة والآثار، لتشكيل كوادر من المؤهلين في المنطقة وتدريبهم للمحافظة على المعالم الأثرية المختلفة في القطيف، وذلك لتجاوز مثل هذه المواقف التي تعرض المعالم الأثرية في المنطقة للانهيار، رغم ما يخشاه القائمون على الحملة من أن يتسبب الروتين في تعثر مساعيهم لترميم المعلم التاريخي في المحافظة، وهو ما تسعى جماعة "قطيف الغد" لتجاوزه من خلال تدريب كوادر بالتعاون مع الهيئة لعمل الترميم. من جهته، عبر رئيس الجماعة مؤيد قريش عن فرحته بتجاوب هيئة السياحة والآثار بشكل رسمي مع الحملة الشعبية لترميم حمام أبو لوزة، معتبرا ذلك دلالة على حرص الهيئة على المحافظة على المعالم التراثية في المنطقة. وشهدت حملة الترميم مشاركة أكثر من 70 متطوعا من المهتمين من الرجال والنساء، حرصوا على ترميم وتنظيف الحمام على أمل أن ينتهي العمل في أقرب فرصة، قبل عرضه للجمهور لدخوله والتعرف على تاريخه العريق. يذكر أن "حمام أبو لوزة"، أحد المعالم التراثية والتاريخية، الذي يقع بين قريتي البحاري والتوبي في محافظة القطيف، وتعالت الأصوات التي تطالب بضرورة حماية المعلم التراثي الفريد في المنطقة. وحمام أبو لوزة تم بناؤه على طراز الحمامات التركية، ويرجع إلى القرن الثالث الهجري في عهد القرامطة - بحسب باحثين في مجال التراث والتاريخ – وقد أعيد تجديد بنائه في عهد الأمير فيصل بن تركي بن عبدالله خلال حكم الدولة السعودية الثانية، ويعد الحمام الوحيد في المنطقة الذي تم بناؤه على هذا الطراز من روائع الإبداع المعماري والتراثي التي عرفت الانتشار في حقبة الحكم العثماني في بلاد الشام والعراق.