في الوقت الذي يواصل فيه فريق حطين الكروي الأول، نجاحاته المتتالية في دوري ركاء وفرحة أبناء جازان بالحضور المشرف لأحد أهم أندية المنطقة، نجدهم يعيشون هاجس عدم جاهزية المنشآت الرياضية في المنطقة، وضيق المدرجات في ملعب مدينة الملك فيصل الرياضية، إضافة إلى تعثر منشآت الأندية منذ سنوات، ما يهدد إمكانية حضورهم مباريات حطين في حال تأهله لدوري "الأضواء"، بسبب عدم جاهزية ملاعب المنطقة لاستقبال الأعداد الجماهيرية الكبيرة المتوقع أن تواكب فرقها من مختلف مناطق المملكة. وتعاني أندية المنطقة التي اشتهرت بتغذية الأندية الأخرى بالنجوم المميزين، الذين حققوا نجاحات متعددة من شح كبير في مواردها المالية ما شكل استياء كبيرا بين الرياضيين والمهتمين برياضة المنطقة. دعم أمير المنطقة يجد نادي حطين الرياضي في جازان تفاعلا واسعا من المسؤولين في المنطقة، وعلى رأسهم أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، الذي قدم دعما عاجلا للنادي بمبلغ 100 ألف ريال، إضافة إلى حث كل عضو من أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية بالمنطقة على تقديم مبلغ 20 ألفا للنادي، كما وافق على الفكرة التي اقترحها رئيس لجنة شباب الأعمال عادل باحشوان، المتمثلة في إنشاء صندوق الأمير محمد بن ناصر، لدعم الشباب الرياضي بجازان بمبلغ وقدره مليون ريال، ووجه بإعداد تقرير مفصل عن معاناة حطين المادية لدراستها بصورة عاجلة لدعم ومساندة النادي والوقوف مع إدارته ولاعبيه. كما وجه بتشكيل لجنة لمتابعة أوضاع أندية جازان الستة، التهامي واليرموك وحطين والأمجاد وبيش والصواري، برئاسة وكيل إمارة جازان الدكتور عبدالله السويد، لبحث معوقات الرياضة في المنطقة، وسبل تطويرها في عدة جوانب، أهمها وضع المقرات والبنى التحتية، وسبل الإسراع في بنائها، إضافة إلى الأوضاع الإدارية لكافة الأندية. توافد جماهيري طالب عدد من الرياضيين والمهتمين في المنطقة بضرورة اهتمام المسؤولين بالحراك الرياضي ووضع الأندية الصعب ومنشآتها المتعثرة غير المهيئة لاستضافة المباريات الكبيرة، وتساءل الناشط الاجتماعي والرياضي أحمد الزيلعي، عن إمكانية استيعاب ملعب مدينة الملك فيصل الرياضية بجازان، في حال تأهل حطين للممتاز، للحضور الجماهيري المتوقع لمشاهدة مباريات الفرق الكبيرة، مشيرا إلى أن "رغبة مشاهدة نجوم الأندية الكبيرة ستكون موجودة حتى لدى من لا يحضرون عادة المباريات ومن مناطق مختلفة خصوصا الجنوبية، فماذا نحن فاعلون أمام كارثة قد تحل بنا من خلال الجماهير الغفيرة، وأمام التدافع على مدرج واحد فقط لا يستوعب سوى 3000 مشجع". تأخر تنفيذ المدرجات وأشار الزيلعي إلى أن هناك توجيها من أمير منطقة جازان، بخصوص تركيب مدرجات إضافية لملعب مدينة الملك فيصل الرياضية وذلك نتيجة لما أظهرته الكثافة الجماهيرية التي تحضر إلى الملعب في مباريات أندية المنطقة، وحتى اللحظة لم يفعل بهذا التوجيه من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، التي وعدت بعد صدور التوجيه بدراسة لإيجاد تلك المدرجات، مبينا أن أبناء جازان في حال تأهل حطين أو أي ناد آخر من أندية المنطقة للممتاز، لن يرضوا بأن يتم تحويل المباريات إلى أبها أو أية منطقة أخرى، وكشف أن "الاستهتار واللامبالاة لا يزالان يسيطران على الوضع برمته في جازان، ولا توجد هناك مراقبة جادة ومستمرة أو شعور بالمسؤولية، والتحرك يأتي عندما تحل الكوارث وكأننا لا نستفيد من الدروس والعبر". تعثر منشآت الأندية من جهته، كشف لاعب نادي التهامي سابقا عبدالعزيز قادري، أن تعثر منشآت الأندية في المنطقة منذ سنوات "سيعيق تسارع الحراك الرياضي، الذي تشهده أندية جازان في عدد من المجالات وتحقيقها عددا من النجاحات في رياضات مختلفة فلا نشاهد سوى "بركسات" قابعة منذ سنين ونسمع جعجة ولا نرى طحنا مع الزمن الذي يداهمنا سريعا". وأكد أمين نادي حطين أحمد صالح، أن وجود المنشآت الرياضية وزيادتها "مهم للغاية، خصوصا في حالة صعود الأندية للممتاز، للاهتمام بالفئات السنية وصنع المستقبل، حيث إن منشآتها حاليا غير مهيئة، وكل ما يحدث هو اجتهادات شخصية من رؤساء الأندية ومجالس إداراتها"، وأشار إلى أن غياب دعم رجال الأعمال للأندية والأنشطة الرياضية: "مشكلة تعاني منها الأندية"، مبينا أن الدعم الذي وعد به حطين من أعضاء مجلس الغرفة التجارية بجازان "لم يصل سوى من قبل أربعة أعضاء والبقية لم يتحركوا حتى اللحظة". انحسار دعم بدوره، أبان رئيس اللجنة الفرعية لحكام التنس بجازان سامي النمري ل"الوطن"، أن عدم تفاعل رجال الأعمال مع أندية المنطقة ودعمها تسبب في انحسار الدعم المادي وقلة الموارد وكذلك الدعم المعنوي، إضافة إلى أن ستة أندية في منطقة جازان عدد قليل جدا، وأشار إلى أنه "لا توجد دراسات أكاديمية وتخطيط استراتيجي في المجال الرياضي للمنطقة ولا توجد أية علاقة بين جامعة جازان ورياضة المنطقة. بيت شباب بلا خدمات أبدى عدد من أعضاء بيت الشباب بجازان، استياءهم الشديد من شح خدماته وعدم توفر الإمكانات المطلوبة من معدات رياضية، وبين ماجد سنقوف، أن أعضاء البيت بحاجة إلى بيئة رياضية مناسبة تشغل أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع، وأشار إلى أن أعضاء البيت التقوا بمدير عام بيوت الشباب بالمملكة خلال زيارته للمنطقة أخيرا، وطالبوا بضرورة توفير تجهيزات الصالات الرياضية، مثل صالة كمال الأجسام وألعاب التنس والبلياردو والمرافق الأخرى، أسوة ببقية البيوت في المناطق الأخرى، ووعدهم بحلها وتوفير مطالب الأعضاء، ولكن رغم مرور أكثر من أربعة أشهر "لم نر أي تحرك والأعضاء يدفعون مبالغ مالية للعضوية ويفاجؤون بشح الخدمة بل انعدامها". بدوره، أكد المشرف على بيت الشباب بجازان غازي درويش، أن بيت شباب جازان يحظى باهتمام من المسؤولين في رعاية الشباب وإدارة بيوت الشباب، وذلك من أجل توفير مطالب الأعضاء وهناك تواصل مستمر معهم من أجل توفيرها في أقرب وقت ممكن. رعاية الشباب تعترف بالخلل من جهته، اعترف مدير مكتب رعاية الشباب بجازان حامد السريعي ل"الوطن"، أن عددا من العوائق أسهمت في تأخير تنفيذ المنشآت الرياضية بالمنطقة، مستشهدا بمشروع نادي التهامي، الذي واجه مشاكل في تحليل التربة والأساسيات وتم حلها، وجار العمل الآن في المشروع لإنهائه في وقته حسب الجدول الزمني المحدد، وأوضح أن مشروع نادي الأمجاد "تم سحبه من المقاول وسيتم إرساؤه على آخر، وبخصوص نادي اليرموك فهو الآن تحت الترسية ومنشآت نادي بيش اعتمدت هذا العام وهو الآن تحت الإجراءات المعتادة للمشاريع الجديدة ونتطلع إلى أن يعتمد مشروعا في الميزانية المقبلة لمنشآت نادي الصواري". وكشف أن عددا من المشاريع داخل المدينة الرياضية "تحت التنفيذ"، وتتمثل في ملعب جديد بالنجيلة الصناعية وتغيير ساعة لوحت النتائج إلى نوعية حديثة، وسفلتة المنطقة المحيطة بالمضمار في الملعب الرئيس، مؤكدا أن الشؤون الفنية بالرئاسة بدأت بإرسال المهندسين إلى المدينة الرياضية لدراسة التغييرات التي يحتاجها الإستاد حتى يكون ضمن الملاعب المطابقة لمواصفات الاتحاد الآسيوي.