يستقبل المواطنون نزول المطر بفرح، حيث يعد ذلك من علامات الخير، ولكن في الوقت نفسه الحذر مما قد تسببه الأمطار من مخاطر، وكانت الأمهات في منطقة الباحة يوصين أبناءهم بالقول "استرحموا واستكنّوا" وهي دعوة للدعاء بالرحمة، والبقاء في المنزل، وكان الأطفال والشباب يكتفون بمشاهدة الأمطار من شرفات المنازل القديمة، وهي تهطل مصحوبة بالبرد، ويرددون الأهازيج مثل "مطر مطر تعاله وبيتنا جديد.." إلا أن الحال تغير بمرور الزمن. حيث يحرص الكثيرون على الخروج في هذه الأوقات لرؤية الأجواء، والتقاط الصور التذكارية، والاستمتاع باللعب بالبرد، واستخدامه في رسم الأشكال الطريفة مثل "رجل الثلج". يقول علي الزهراني، وهو في العقد الثامن من عمره "كنا صغارا لا نتحرك أوقات سقوط الأمطار، إلا أن الأطفال والشباب في هذا العصر يتسابقون للخروج، ليس فقط بالقرب من المنازل، بل إلى الأودية والجبال الشاهقة، غير مبالين بما قد يتعرضون له من مخاطر قد تصل إلى الكوارث، مثل حوادث السير أو السقوط في الآبار وغيرها". ويحذر عبدالله الزهراني، من حبات البرد قائلا: "خلال تساقط الأمطار يجب عدم الخروج من المنزل قدر الإمكان، وعدم الوقوف تحت أماكن تساقط البرد في الأسطح والحدائق وغيرها، وتجنب البقاء في الأماكن المفتوحة"، مشددا على أنه تجب حماية الأطفال بشكل تام من التعرض للبرد المتساقط قدر المستطاع. ويقول بندر الناصر: "تتميز الباحة هذه الأيام بأجواء ساحرة، فمنذ الأسبوع الماضي يتواصل هطول الأمطار بشكل شبه يومي على كافة المحافظات والمراكز التابعة لها، مما ينذر بموسم صيف جميل". وأضاف أنه وأصدقاءه يستمتعون بهذه الأجواء التي لا تتكرر إلا كل سنوات، ويطول انتظار تكرارها، حيث ينتهزون فرصة هذه الأجواء، للخروج والتقاط الصور التذكارية والتجول في الأودية، مشددا على اتخاذ الحيطة عند التنقل سواء عند قيادة السيارة أو أثناء المشي على الأقدام. ويرى صالح الزهراني (معلم)، أنه لا توجد أبحاث حول ظاهرة البرد باللغة العربية إلا ما ندر، داعيا المختصين في علوم الأرصاد لدراستها ونشر أبحاث عنها، لتلافي الخسائر والأضرار المادية والبشرية التي تحدث بسببها، يقول: "إن تعرض الناس خاصة الأطفال لتساقط حبات البرد المتوسطة والكبيرة يمكن أن يؤدي إلى إصابات كبيرة في الرأس، وقد تؤدي إلى جروح أو كسور أو إصابات خطيرة في الدماغ. وأبدى استغرابه بما يشاهده أحيانا، حيث يقلد بعض الأطفال والشباب سكان الدول الأوروبية، الذين يستغلون سقوط البرد برسم الأشكال، وكتابة الأسماء، وعبارات الذكرى، ومن ثم توثيقها بالكاميرا ونشرها على "يوتيوب" دون الوعي بخطورة ذلك. في المقابل، يقول ماجد الزهراني: "إن هذه الأجواء الباردة تشعرنا كثيرا بالسرور، فنصطحب الأبناء خصوصا الأطفال إلى قمم الجبال لمشاهدة هذه المناظر الخلابة والممتعة، حيث نقضي الوقت في الرسم وتصميم المجسمات، مثل "رجل الثلج"، والتقاط الصور التذكارية"، مشددا على الحرص على التقيد بتعليمات الدفاع المدني والمرور لتجنب الأخطار. من جهته، أوضح نائب الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني في منطقة الباحة الرائد عبدالله بن محمد الظبية، "أن المديرية تحذر جميع المواطنين والمقيمين من مخاطرة الخروج للتنزه أثناء هطول الأمطار، والسير في الأودية، والسباحة في المستنقعات، ومجاري السيول، والسدود" مؤكدا أن كثيرا من حوادث الغرق والاحتجاز تقع هذه الأيام نتيجة عدم الالتزام بتعليمات الدفاع المدني. وطالب الجميع إلى توخي الحيطة والحذر، والانتباه لأبنائهم وبناتهم عند وجودهم في أماكن تجمعات المياه للحفاظ على أرواحهم من مخاطر السيول. ودعا إلى زيارة موقع المديرية العامة للدفاع المدني على الرابط www.998.gov.sa للاستفادة من آخر الأخبار، والإرشادات، والتعليمات بهذا الخصوص.