معلومات هامة، تلك التي كشفها ل"الوطن" رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر، حول شبكة التجسس التي فككتها السلطات الأمنية السعودية خلال الأيام الماضية، وأعلن عن تفاصيلها أول من أمس. ابن صقر، ذكر أن العنصرين الأجنبيين (الإيراني، واللبناني)، اللذين ألقي القبض عليهما في سياق الشبكة، يعملان ك"ضابطي اتصال" للمخابرات الإيرانية، وهما اللذان كانا يقومان بدور تزويد مخابرات طهران بالمعلومات التي يتحصلون عليها من العملاء السعوديين. ولم يستبعد ابن صقر، تورط حزب الله الإيراني بشبكة التجسس، وخصوصا في ظل وجود متورط لبناني في الشبكة. وطبقا لمعلومات ابن صقر، فإن اللبناني الذي تم ضبطه بتهمة التجسس، كان يمارس دوره ك"رجل أعمال"، لتسهيل حركة الدخول والخروج من وإلى المملكة، بحجة وجود استثمارات لديه، بينما الإيراني تشير المعلومات إلى أنه يزعم أنه "طالب" في ظل وجود أعداد ممن يحملون الجنسية الإيرانية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وألقي القبض على أعضاء الشبكة في 4 مناطق، هي الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية. وحول رمزية المواقع التي كان أعضاء الشبكة يتمركزون بها، أوضح ابن صقر أهمية مدينة كالرياض بالنسبة للشبكة جاءت لكونها العاصمة، بينما المنطقة الشرقية هي المقر الرئيس لشركة أرامكو (عملاق النفط)، ومكة المكرمة والمدينة المنورة، لكونهما مقصدا لجميع المسلمين، مشيرا إلى أن المدينتين المقدستين تم استغلالهما من قبل هذه الشبكة في مسألة رصد المسؤولين الخليجيين الذين يقصدانهما بغرض العمرة والزيارة. وعن السعوديين ال16 في الخلية، أقر ابن صقر بضخامة عدد المواطنين المشاركين بأعمال الشبكة التجسسية، لكنه لا يرى بالضرورة أنهم يعلمون عن بعضهم بعضا. وألمح إلى أن أحد المتورطين السعوديين في القضية، والذي يعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي، استغلته المخابرات الإيرانية لصالح جمع معلومات حول الملفات الصحية للمسؤولين في الدولة. وأبان أن السعوديين ال16 المتورطين بالخلية، تم تجنيدهم على مراحل، حتى أصبحوا عملاء بالكامل، إذ ارتكز ضابطا الاتصال في بداية عمليات التجنيد على العنصر العقائدي والنفسي والاجتماعي في عملية الاستقطاب، ومن ثم تم تسخيرهم لخدمة الجهاز المخابراتي الذي يعملون لصالحه. وعن أماكن تواجد الإيرانيين داخل المملكة الذين يحملون إقامات نظامية، قال ابن صقر "هم موجودون في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة". وأبان رئيس مركز الخليج للأبحاث، أن الخطورة في مسألة اكتشاف هذه الشبكة، تكمن في أنها جاءت عقب شبكات أخرى تم ضبطها في كل من الكويت والبحرين واليمن، وهو ما يعني أن طهران لديها نشاط مخابراتي وتجسسي عاليان جدا. وعما إذا كان يمكن قراءة زيادة النشاط الإيراني في المنطقة، عبر زرع الخلايا التجسسية، بأنه يأتي ارتدادا للأزمة السورية ومحاولة تصديرها، قال ابن صقر "بالتأكيد.. انهيار الوضع السوري وسقوط بشار سيزيد الضغط على حكومة طهران".