أكد المعارض السوري وعضو الائتلاف الوطني هيثم المالح أن حسم المعركة مع نظام بشار الأسد يتطلب أسلحة نوعية لمواجهة آلة النظام العسكرية، مشيرا إلى أن هذا هو السبيل الوحيد "لوضع حدٍ لحمامات الدم". وقال في حديث ل"الوطن" أمس، على خلفية إعطاء الجامعة العربية الضوء الأخضر لمن يرغب من الدول العربية بتسليح المعارضة السورية، إن الثوار على الأرض بحاجة إلى أسلحةٍ مضادةٍ للطائرات والدبابات. وأضاف "قلنا منذ بداية الأزمة أن التسليح هو الحل الأخير مع هذا النظام المجرم، والآن أدرك العالم أن رؤيتنا للأزمة منذ اندلاعها كانت صائبة.. لا نحتاج إلا تسليح نوعي وسنسقط هذا النظام وسنحسم المعركة لصالح الشعب السوري وليس لحساب طرفٍ على آخر". وأوضح المالح أن المؤشرات على الأرض تؤكد أن قوات الأسد "في حالة انهيار، الأمر سيسرع انتصار الثورة بأقل كُلفة. وأضاف "لم يجدِ مع الأسد الضغوط السياسية التي مارستها بعض الدول العربية وغيرها، عندما قررت تجميد علاقاتها الدبلوماسية مع نظام السوري الحالي"، مشيرا إلى أن أن دبلوماسييه العاملين في الخارج "هم عناصر مخابرات ينفذون أجندة تخالف الأعراف والدبلوماسية". وذكر المالح "نعلم كسوريين أن السعودية هي الأصل في الدفاع عن دماء السوريين، ونعي تماماً أن القيادة في المملكة لا تقبل بنزيف الدم الذي تسبب به هذا النظام وأعوانه" وقال إن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل يؤكد على ذلك باستمرار، لذلك لنا حق لدى السعوديين الأوفياء في طلب المساعدة وهذا هو المأمول والملموس أيضاً". وفي المقابل أعلن رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس عن "الرغبة في وقف النزاع لكن النظام يرفض"، رابطاً في ذات الوقت سقوط النظام، بخسرانه "معركة دمشق". وقال في حديث ل"الوطن" إن قواته لا تريد الدخول في أي صراع جانبي مع أي بلد عربي، مع أن إيران تقدم دعماً غير محدود لنظام الأسد، موجها رسالة تحذير لحزب الله اللبناني، بوقف التدخل في الشأن السوري. وفي سياقٍ متصل، رفض أمس الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال مؤتمر صحفي في القاهرة، طرح أي أسئلة من وسائل الإعلام تتعلق بحلولٍ سياسية. ونقلت مصادر "الوطن" عنه "لا يوجد أي رؤية سياسية لحل الأزمة في سورية، الرجاء عدم سؤالي عن هذا الأمر". إلى ذلك، عاد وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور إلى بيروت مبررا موقفه في الاجتماع الوزاري العربي بالقاهرة أول من أمس بشأن إعادة سورية إلى الحضن العربي. وأثار هذا الموقف غضب اللبنانيين على حكومتهم ومواقفها من ثورة سورية "والتي تتماهى مع مواقف حزب الله وإيران والنظام السوري الذي يطمح بتصدير الحرب إلى لبنان". وكالعادة انبرى حزب الله للدفاع عن "وزير النظام السوري في لبنان"، حيث قال رئيس كتلة الوفاء النيابية النائب محمد رعد "إن ما تضمنته كلمة منصور يعبِّر بكل دقة ومسؤولية عن الموقف الرسمي اللبناني الذي أقرته الحكومة لجهة النأي بالنفس عن التورط في الأزمة السورية". وفي المقابل قال النائب محمد كبارة إن "القناع سقط وصار واضحا جليا حتى للضرير أن حكومة الرئيس نجيب الميقاتي لا هدف لها سوى إسقاط دولة لبنان في موازاة إسقاط الأسد دولة سورية ما يؤدي إلى قيام كيانين مصطنعين دويلة علويستان في سورية ودويلة فقيهستان في لبنان". ورأى النائب مروان حمادة أن العتب الكبير والغضب على الوزير منصور، أنه "اختار أسوأ وقت في تاريخ لبنان ليعبّر عن أسوأ موقف تجاه القضية السورية".