يرعى أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الأمير سلمان بن عبدالعزيز مساء اليوم في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بحي المعذر بالرياض حفل افتتاح الندوة العلمية لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز التي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة 40 باحثا وباحثة من داخل المملكة وخارجها يناقشون حياة الملك الراحل عبر 11 محورا. وخصصت الدارة جلستها الأخيرة لحديث ثلاث شخصيات مقربة منه خلال فترة حكمه. ويصاحب افتتاح الندوة تدشين معرض "خالد" الذي تنظمه مؤسسة الملك خالد الخيرية بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي والذي يتضمن عددا من الصورة النادرة للملك الراحل. وقال أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدلله السماري إن الندوات الملكية أصبحت علامة فارقة في النشاط العلمي لدارة الملك عبدالعزيز خاصة أنها تعد مصدرا غنيا وموثوقا للتاريخ الوطني حيث نؤرخ من خلالها لشخصية أبناء الملك عبدالعزيز ممن تولوا الحكم، فهذا التاريخ جزء مهم من تاريخنا المشرق، وفيه إثبات أن السياسة السعودية التي أرسى قواعدها المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه على أسس إسلامية خالدة لم تحد عن دعائمها الرئيسة ومن أهمها خدمة الإسلام والمسلمين والقضايا العربية الثابتة والسعي لتنمية المواطن السعودي وهي مستمرة في منجزاتها الحضارية. وتابع السماري والذي ينتظر أن يلقي مساء اليوم كلمة الدارة في حفل الافتتاح أن الندوة تستنطق عبر الأرقام والقرارات وكذلك معطيات فترة حكم الملك خالد بن عبدالعزيز يرحمه الله ملامح من التاريخ السعودي ومسيرة العطاء والبناء للوطن والمواطن وذلك من خلال 11 محوراً مؤكدا أنها شاملة وضابطة لكل ما يمكن أن يدرس ويبحث في سيرة الملك خالد بن عبدالعزيز وفترة حكمه التي استمرت أكثر من سبع سنوات. وتدور محاور الندوة العلمية والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام وعلى فترتين صباحية ومسائية حول نشأة الملك خالد بن عبدالعزيز وسيرته قبل الحكم ومنها ولايته العهد في عهد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله والتنظيم الإداري في عهده وما صدر من قرارات تنظيمية، وكذلك التعليم والثقافة والإعلام، والجوانب الاقتصادية وأهمها النفط والتعدين والتنمية الصناعية والزراعية والتجارة إضافة إلى عمارة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج وما قدمته الحكومة السعودية من تنمية في الخدمات المقدمة لضيوف الحرمين الشريفين والشؤون الإسلامية كما تتناول الجوانب العسكرية والأمنية، والاجتماعية والإنسانية والصحية ومنها الرياضة والشباب والجمعيات الخيرية، والنقل والاتصالات، إضافة إلى السياسات الداخلية بفرعيها الزيارات الداخلية والحكم المحلي والتأثير على مسيرة النماء والنهضة داخل المجتمع السعودي. وكانت الدارة قد خصصت الجلسة الثامنة والأخيرة والتي تأتي في جانب التوثيق الشفهي لثلاث شخصيات عملت مع جلالته إبان فترة حكمه وهي الجلسة التي يرأسها أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز وتكشف عن السمات الشخصية والإدارية في شخصية الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله والجوانب الإنسانية في تعاملات جلالته مع الشعب والقرار الملكي وتقديم إضاءات في سيرة الملك خالد بن عبدالعزيز مما قد لا يعرفه الكثيرون عن جلالته وينتظر أن يتحدث فيها كل من وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، والدكتور محمد بن عبده يماني وزير الإعلام الأسبق، والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور حسين بن عبدالرزاق جزائري وزير الصحة الأسبق. وتهدف الندوة إلى بناء قاعدة معلومات موثقة عن تاريخ جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز كما تفتح الباب أمام دراسات منهجية ومعمقة عن تاريخ المملكة العربية السعودية تعتمد الوثائق التاريخية ومصادر المعلومات المختلفة تتزامن معها مرصودات وذكريات وانطباعات المعاصرين لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز فيما يعد توثيقاً للجوانب الحضارية الملموسة وغير الملموسة لهذا التاريخ المشرق. وكانت الدارة قد أعدت معرضاً مصوراً عن جوانب مهمة لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز وتاريخ المجتمع السعودي في عهده الذي شهد طفرة اقتصادية وثقافية كانت داعماً قوياً نحو آفاق أوسع لحياة المواطن ومنجزات الوطن التنموية، كما قامت الدارة بطبع بعض الكتب عن تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز والإنجازات الحضارية أثناء توليه الحكم ما يعد دعماً للمادة العلمية للندوة وتعزيزاً لأهدافها العلمية والتوثيقية، وتزمع الدارة إعادة طبع بحوث الندوة في إصدار خاص تعميماً للفائدة وتوثيقاً لفعاليات الندوة وجهود المشاركين فيها.