لا تعترف التكنولوجيا الذكية بحدود المكان أو اللغة أو الزمان، مثلما لا تتوقف ولو للحظة واحدة عن المضي قدماً بحثاً عن كل ما هو جديد وكأنها في سباق يصعب على الجميع تحديد خط نهايته. ففي إسبانيا، كشف فريق من العلماء الإسبان النقاب عن أنه سيمكن قريبا استخدام الهاتف المحمول للكشف عن مدى تلوث المياه بالزئبق أم لا. وقام العلماء بجامعة "بورجوس" الإسبانية بتصنيع شريحة يمكنها تغيير لونها عند التعرض للتلوث الزئبقي في الماء ليقوم الهاتف المحمول بعرض هذا التغيير على شاشته عن طريق صور ملتقطة. وتعتمد التقنية الجديدة على وضع شريحة على الماء لمدة خمس دقائق, فإذا تحولت إلى اللون الأحمر فهذا يعني وجود تلوث زئبقي سام يمكن رؤيته بالعين المجردة ليقوم الهاتف المحمول بالتقاط هذه الصورة وتحليل مستوى التلوث ومدى أضراره. وتحتوي الشريحة على مركب يسمى "الفورية العضوية "أو "رودامين"الذي يعمل بمثابة جهاز استشعار الزئبق غير قابل للذوبان في الماء ليقوم بالكشف عن الزئبق السام، والذي ينجم عن تضاعف النشاط الصناعي بصورة كبيرة ولجوء كثير من الكيانات الصناعية الكبيرة إلى إلقاء نفاياتها الصناعية السامة في المجارى المائية والأنهار التي غالبا ما تكون المصدر الرئيس للحصول على المياه في الدول النامية. وفي بريطانيا، نجحت مجموعة من العلماء البريطانيين في ابتكار طرق متعددة للاحتفاظ بدرجة حرارة المشروبات لأطول مدة ممكنة، ها هم ينجحون بالتوصل إلى وسيلة تمكن الإنسان من الاستفادة من الطاقة المنبعثة عن أكواب المشروبات الساخنة والباردة على حد سواء، وذلك باستغلال هذه الطاقة لشحن الهواتف المحمولة. وحسب ما نشرته صحيفة "صن" البريطانية"، فإن " شركة "إبيفاني لابس" البريطانية نجحت في تسجيل اسمها كأول شركة تطرح هذه التقنية وسبل تطبيقها عملياً، وبحسب ما نشرته الصحيفة فإن "التقنية الجديدة تقوم على وضع الكوب الساخن أو البارد على شاحن لاسلكي أطلقت عليه الشركة اسم Epiphany one Puck، ويحتوي الشاحن على "يو إس بي"، لتتحول الحرارة المنبعثة من الكوب إلى طاقة بواسطة محرك "ستيرلينج"، أي محرك الهواء الساخن والذي يعود للعالم الأسكتلندي روبرت ستيرلينج الذي اخترعه في 1816. وتشير الصحيفة إلى أن هذه التقنية تسمح بشحن الهواتف الذكية، سواء آيفون أو تلك التي تعتمد على نظام تشغيل جوجل النقال "أندرويد"، أو أي جهاز يحتوي على وصلة "يو إس بي"، مضيفة أن "الشركة نجحت في دمج المحرك بشاحن يتمتع بتصميم عصري وأنيق، كما يمتاز الشاحن الجديد بأنه صغير الحجم، مما يعني سهولة حمله ونقله، واستعماله في أي لحظة حتى في نزهة بحديقة عامة، أثناء احتساء فنجان قهوة ساخن". أما في الولاياتالمتحدة الأميركية، فقد نجح فريق من العلماء، بمختبر الأبحاث العلمية الأميركيSecond Sight Medical Products، في اختراع عين صناعية، تمنح الأمل للمكفوفين بإعادة النظر، واستغرق العمل على Argus II، حسبما أطلق عليه مخترعوه، عاما كاملا من الأبحاث والتجارب العلمية، ويعمل الجهاز عن طريق قيام الخلايا المستقبلة للضوء بعكس الضوء الواقع في العين إلى نبض يتحول مباشرة إلى المخ عبر العصب البصري، وذلك بعد تزويد شبكية العين الصناعية ب 60 من الأقطاب الكهربائية المعروفة علمياً باسم "الإلكترودات". وحسب ما ذكره موقع "ميديكال تكنولوجي نيوز" فإن الهدف الرئيس ل Argus II، على وجه الخصوص، يكمن في مساعدة الأشخاص المصابين بالتهاب الشبكية الصباغي، وهو مرض وراثي نادر، تسوء لدى الإصابة به حالة الشبكية بطريقة بطيئة، ولكن متطورة مؤدية مع ذلك إلى العمى. وفي الولاياتالمتحدة وحدها يعاني ما يقرب من 100 ألف شخص من هذا المرض، وتتمثل المعضلة الواحدة في التكلفة المرتفعة للعين الصناعية الواحدة والتي تتكلف حوالي 73 ألف يورو، إضافة إلى ابتكار نسخة محسنة وأكثر تطورا من العين الصناعية، تكون مزودة بكمية أكبر من الجزئيات الدقيقة، بما يسمح بإمكانية رؤية أعلى". وفي النرويج، طورت شركة "بروكس دايناميكس إيه إس" النرويجية المختصة بصناعة الطائرات بلا طيار، مروحية تجسس فريدة من نوعها إذ لا يتجاوز حجم الواحدة منها قبضة اليد. وحسب ما يقوله ممدوح علي، الباحث المتخصص في الشؤون التكنولوجية، فإن "التقدم التكنولوجي لا يعترف بأي حواجز"، مضيفاً، في تصريحات إلى "الوطن"، أن "الإعلان عن الطائرة النرويجية جاء من خلال وزارة الدفاع البريطانية، والتي ذكرت أنها وقعت صفقة بقيمة 20 مليون يورو مع الشركة النرويجية المصنعة". ويضيف علي أن "وزارة الدفاع البريطانية هي التي ذكرت تفاصيل وأبعاد الطائرة، المعروفة باسم بلاك هورنيت، أو الدبور الأسود الصغير"، مشيرة إلى أنها "لا تتجاوز العشرة سنتيمترات طولاً والثلاثة سنتيمترات عرضاً، ويبلغ وزنها أقل من 16 جراماً، وهي مزودة بكاميرا تلتقط صوراً ثابتة وتبث الفيديو مباشرة إلى القاعدة ضمن حدود 800 متر، وبإمكانها، عندما تكون مشحونة كهربائياً بشكل كامل، الطيران لمدة 30 دقيقة بسرعة تصل إلى 35 كيلومتراً في الساعة، ويمكن للمتحكم بالطائرة توجيهها إلى مكان معين بفضل ميزة تحديد المواقع أو تزويدها بإحداثيات رقمية لكي تحلق فوقها".