لا يكاد يخلو منتدى نسائي أو اجتماعي أو نفسي أو تجميلي أو صحي من عناوين لموضوعات مشابهة ل"ساعدوني أرجوكم" أو"أرجو الدخول لإيجاد حل لما أعاني" أو "كيف يمكنني الخروج من هذا المأزق" وغيرها، وذلك من قبل نساء اتخذن الإنترنت مرجعا أساسيا وموقعا للبحث عن حل لكل مشاكلهن، حيث تتعرض المرأة لبعض المشاكل الجمالية أو الصحية أو الاجتماعية والزوجية والنفسية دون أن تجد سبيلا لحل هذه المشاكل سوى اللجوء للبحث عبر الإنترنت عن حلول لها. تقول منى صبري وهي من مصر أنها تجد في الإنترنت متسعا للبحث عن حلول لكل مشاكلها، حيث يتميز بخصوصية البحث. تقول "أجد ردا دون التعرض لحرج معرفة هويتي، فلم تعد البرامج التلفزيونية الخاصة بالاستشارات مجدية كون المرأة تضطر لقول اسمها، أو تخشى أن يسمع أحد صوتها، ويعرف ما تعانيه، والمرأة بطبيعتها لا تحب أن يطلع أحد خاصة من بنات جنسها على مشكلة تعاني منها، حتى لو كانت بسيطة". وأضافت منى أن "أكثر المشاكل التي تأبى النساء أن يطلع عليها أحد حتى زوجها هي الاستشارات الزوجية والجمالية، وفي الإنترنت تتيح بعض المنتديات أقساما خاصة بالاستشارات، فتكون مرجعا رئيسيا للمرأة حين احتياجها للاستشارة، مبينة أن الإعلانات الإلكترونية عادة ما توضح أن المستشار هو الذي يرد على الاستشارات، وتذكر أسماء مستشارين معروفين، إلا أننا في الحقيقة لا نثق بصحة ذلك من عدمها. وبينت عبير الغامدي أنها كانت تعاني من اسوداد ما تحت العينين، أو ما تسمى بالهالات السوداء، وفي كل مرة تتجه لأطباء الجلدية، لا يتم إيجاد حل لها، واضطرت بعدها للبحث من خلال المنتديات الإلكترونية، بعد أن أضحت تلمح سخرية قريناتها لعدم حلها لهذه المشكلة، وفي إحدى المنتديات الصحية دخلت وأرسلت استشارة طبية وتم الرد عليها، ووجدت أخيرا الحل المناسب. وذكر فايع عسيري أنه لاحظ أن زوجته تتخذ من الإنترنت مرجعا لكل ما تحتاج لمعرفته، حيث تخبره بأن الأكلة الفلانية من المنتدى الفلاني، وأن طريقة لبسها اتخذتها من أحد المنتديات، حتى بعض المواضيع التي تطرحها للنقاش معه، مبينا أن الفراغ الذي تعاني منه المرأة جاء بالتزامن مع رغبة النساء في الاطلاع على كل شيء بأقل جهد وأسرع ووقت، فكان الإنترنت هو الحل الوحيد الذي يضمن لهن ذلك. وقالت أحلام الأحمري وهي متزوجة إنها تبحث دوما عبر متصفح الإنترنت عن حلول لمشاكلها الزوجية، ملفتة إلى أنها بمجرد أن تكتب رأس المشكلة عبر محرك البحث "Google" تجد عادة قائمة بالحلول، وبإمكانها أن تختار الحل الذي تشعر بأنه مناسب لها، مضيفة أنها تبحث أيضا عن الجديد في الموضة ومشاكل الشعر والبشرة واللبس، وحتى المشاكل الصحية من زيادة الوزن وغيرها عبر الإنترنت، حيث تجد فيه آراء لأطباء ومختصين حول كل ما نحتاج . من جانبه بين الأخصائي الاجتماعي بمستشفى عسير المركزي مساعد المفرح أن الإنترنت يعتبر حاليا أحد مناهل العلم والمعرفة، فمن إيجابياته سهولة الوصول والحصول على المعلومة بضغطة زر، والسرية التامة في ذلك، ومن عدة جهات وبلغات مختلفة، ملفتا إلى أنه ليس النساء وحدهن من يتخذن الإنترنت مرجعا لهن، فالحال ينطبق على الرجال أيضا، بينما يتفشى ذلك بين النساء أكثر من الرجال. وعن السبب خلف انتشاره بين النساء أكثر من الرجال قال المفرح إن "حساسية المرأة والخوف على مشاعرها عند سؤالها أحيانا عن بعض المشاكل الصحية أو التجميلية السبب، حيث تجد في الإنترنت والمنتديات المكان المناسب والشافي لأسئلتها". ولفت المفرح إلى أن عدم وجود بديل في المجتمع كمراكز متخصصة بالاستشارات النفسية والاجتماعية، جعل من الإنترنت الحل الأوحد والأسرع للحصول على حل للكثير من المشاكل المتنوعة.