ما بين غياب النقل المدرسي الحكومي ونقص الخدمات الصحية تتوزع معاناة قرية الردحة بمحافظة الدرب الواقعة في القطاع الشمالي من منطقة جازان، وينتظر الأهالي منذ سنوات سفلتة الطريق الذي يربط القرية بالطريق الدولي، بالإضافة إلى المركز صحي. المواطن حسن بن أحمد الحدري، أحد سكان الردحة، قال ل"الوطن" خلال جولتها بالقرية: اكتفى بعض أولياء الأمور بحصول أبنائهم على شهادة الكفاءة بالمرحلة المتوسطة، ليمكثوا في بيوتهم أو يلتحقوا بالمعاهد المهنية، لعدم القدرة على دفع أجور وسائل النقل الخاصة بشكل شهري لتنقلهم من منازلهم إلى مدارس المرحلة الثانوية التي تبعد أكثر من 50 كلم في المسارين، في ظل غياب وسائل النقل المدرسي الحكومي في القرية. وأضاف أن الردحة تضم مدارس للبنات بمراحلها الثلاث "الابتدائية والمتوسطة، والثانوية في فصلها الأول"، وكذلك مدرسة للبنين "ابتدائية ومتوسطة"، مشيرا إلى أن الطلاب يعانون من التنقل لمدارس المرحلة الثانوية الموجودة بالدرب أوبيش أو سمرة الجد لعدم وجود النقل المدرسي. أما خطيب وإمام جامع الردحة، الشيخ يحيى محمد منصور الحدري، فقد شبه معاناة سكان قرية الردحة بمعاناة "أيوب" من البلى؛ حيث يشاهدون تقدم الخدمات في القرى المجاورة لهم وقريتهم دون تطور، خاصة الخدمات الصحية، حيث لا يوجد مركز للرعاية الصحية بالردحة، وأقرب مراكز صحية لهم في الدرب وبيش لوقوعهم في منتصف طريقها الدولي، أو عليهم قطع الطرق الترابية الوعرة وسط الأودية للوصول للمركز الصحي بمنشبة. فيما أكد شيخ شمل قبيلة آل حدرة بالردحة الشيخ غربي بن محمد الحدري معاناة الأهالي مع وصلة الطريق التي تربطهم بالطريق الدولي، مبيناً مباشرة مقاول تابع لوزارة الطرق والنقل قبل 3 سنوات لعمل ردميات بمسافة 5 كيلومترات في الطريق الذي يربط الأحياء السكنية بالردحة مع الطريق الدولي الدرب - بيش، لكنه توقف ليباشر مقاول آخر ليستكمل المشروع ويرش بالقار، وفجأة غادر ولم يعد إلى تاريخه. وأشار إلى وقوع حوادث مرورية بالطريق الترابي بسبب انعدام الرؤية من الغبار المتطاير بسبب سرعات المركبات وعدم تسوية الطريق، مطالبا الجهات المسؤولة بسرعة تنفيذ مشروع سفلتة الطريق لحفظ أرواح المواطنين، مضيفا: قامت بلدية الدرب بسفلتة بعض الأحياء السكنية في الردحة كمرحلة أولى، وجار التنسيق لتنفيذ المرحلة الثانية، كما هيأت مشروع السفلتة ليلتصق بمشروع إدارة النقل والطرق بجازان الذي طال انتظاره. بدورها، طرحت "الوطن" مشكلة طلاب الردحة على طاولة مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الدرب، علي بن إبراهيم حمود، الذي بيّن أن في الردحة مدرسة الأمير سلطان الابتدائية والمتوسطة للبنين ويدرس بها 234 طالبا، منهم 167 طالبا في المرحلة الابتدائية، وتم الوقوف على مطالبة الأهالي بفتح المرحلة الثانوية "فوجدنا شروط فتح المرحلة الثانوية بها لا تنطبق عليها. أما عن مدرسة البنات فقد تم فتح الصف الأول الثانوي للمرحلة الثانوية هذا العام لتضاف إلى المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وإجمالي الدارسات فيها201 طالبة"، مؤكدا أنه جار تنفيذ مشروع مبنى حكومي للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وتم استلام أرض لإدراجها في خطة تنفيذ المبنى الحكومي. وعلق آل حمود على النقل المدرسي، بأنه يأمل أن تحل مشكلته لمدارس للبنين والبنات مع بداية العام القادم. من جانبه أكد مدير إدارة الطرق والنقل بمنطقة جازان، المهندس ناصر الحازمي، أن مشروع ربط الردحة بالطريق الدولي الذي يبلغ طوله 5 كيلو مترات نفذ على مرحلتين؛ الأولى بمسافة 3 كيلومترات، والثانية ب2 كلم، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من ردم الطريق في المرحلة الأولى ثم استكمل باقي الردم مع المقاول الآخر الذي لديه مجموعة من المشاريع في بيش والدرب وريم، ولم تنته فترة العقد، مؤكدا اهتمامه للانتهاء من مشاريع ربط القرى والتي من ضمنها طريق الردحة. وعن مطالبة الأهالي بالمركز الصحي في الردحة، قال مدير الإعلام الصحي بصحة جازان، محمد بن علي الصميلي، إنه تم عمل دراسة للقرية وخصصت أرض لإنشاء مركز صحي لخدمة الأهالي، وهو الآن ضمن أولويات المنطقة.